3
ومن الاعتراضات السهلة أن يقال إن شروط الحياة تختلف، أو إن الحياة قد توجد على تركيب يخالف تركيبها في الكرة الأرضية، وقيل كثيرا إن عنصر السليكون قد يحل محل الكربون في الكائنات الحية وإن عملية الفلورة (Fluorination)
4
قد تعمل عمل الأكسدة في توليد الطاقة، وهو قول لا يتفق عليه المختصون ولا يزال منهم من يستبعد تكوين الحيوان الكبير من هذا التركيب، ولكنه على فرض صحته يثبت القصد والتدبير في خلق الحياة ولا ينفيهما. لأن السليكون والفلور عنصران موجودان في الكرة الأرضية، فإذا كانت المصادفة لم تعمل هنا مرة واحدة في تجربة عرضية من تجارب الحياة الأولى، فالمصادفة لا محل لها إذن في هذه الفروض، ولا حاجة بنا إلى الظنون عن الكواكب الأخرى التي يوجد فيها هذان العنصران، إلا إذا كان الأمر مجرد تخمين واحتمال، ولا ضابط للتخمين والاحتمال على كل حال.
ومن أشهر القائلين بإمكان وجود الحياة على المريخ العالم الفلكي سبنسر جونس صاحب كتاب الحياة على العوالم الأخرى،
5
وهو على ترجيحه وجود النبات في المريخ يقول: «إن لون سطح المريخ يزودنا بدليل قاطع على وجود الأكسجين الطلق في الماضي على الأقل، ويكاد وجود الأكسجين الطلق يستلزم وجود النبات، فإذا قرنا هذا الاستدلال بالأدلة التي تجتمع لدينا من التغيرات التي تطرأ على سطحه - حسب اختلاف الزرع موسما بعد موسم - أمكننا أن نفهم من ذلك أن وجود نوع من النبات في المريخ محقق أو يكاد. وليس في وسعنا أن نقول إن الحياة الحيوانية - وبخاصة أشكالها العليا - يمكن أن توجد في المريخ؛ لأن قلة الأكسجين فيه تجعل وجودها هناك بعيد الاحتمال، وإن كان رفض هذا الاحتمال رفضا قاطعا غير مستطاع لنزارة ما نعلمه عن حقيقة الحياة. غير أن مسألة وجود هذه الأشكال العليا في الوقت الحاضر على سطح المريخ قليلة الخطر بالقياس إلى المسألة الأخرى التي تكاد تتحقق بالدليل القوي، وهي وجود حياة كائنة ما كانت هناك.»
وقائل هذا - سبنسر جونس - فلكي ملحوظ المكانة مسموع الرأي في هذه المسائل، ولكن جزمه بوجود النبات في المريخ يخالف تقديرات الكثيرين من نظرائه في المكانة العلمية، فإن العالم أرهنيوس (Arrhenius)
يقول إن التغييرات التي استدل بها سبنسر على مواسم النبات يمكن أن تفسر بتغيير ألوان الأملاح الماصة (Hygroscopic)
في الأجواء الممطرة، والعالم المشهور سير جيمس جينس لا يرفض هذا التفسير ويضيف إليه تفسير ليوت (Lyot)
ناپیژندل شوی مخ