158

الامام (ع) الله اكبر وأجل وأعلى واكرم مما أخاف وأحذر ، فلما قال المؤذن «اشهد أن لا إله إلا الله» قال الامام (ع): نعم اشهد مع كل شاهد أن لا إله غيره ولا رب سواه ، فلما قال المؤذن «اشهد أن محمدا رسول الله» قال الامام للمؤذن : اسألك بحق محمد أن تسكت حتى اكلم هذا ، والتفت إلى يزيد وقال : هذا الرسول العزيز الكريم جدك أم جدي ، فان قلت جدك علم الحاضرون والناس كلهم انك كاذب ، وان قلت جدي فلم قتلت أبي ظلما وعدوانا وانتهبت ماله وسبيت نساءه ، فويل لك يوم القيامة اذا كان جدي خصمك.

فصاح يزيد بالمؤذن اقم الصلاة ، فوقع بين الناس همهمة وصلى بعضهم وتفرق آخرون.

** (صفاته عليه السلام):

كان يدعى زين العابدين ، ويدعى بالسجاد ، ويدعى بذي الثفنات ، وقد امتلأ التاريخ بأخبار زهده وكرمه وبلاغته.

وروى أنه حج على ناقته عشرين حجة فما قرعها بسوط ، وفي روية 22 حجة ، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت : أأطنب أم اختصر؟ فقيل لها : بل اختصري. فقالت : ما اتيته بطعام في نهار قط ، وما فرشت له فراشا بليل قط.

وجرى ذكره في مجلس عمر بن عبد العزيز فقال : ذهب سراج الدنيا وجمال الاسلام زين العابدين.

وقال ابن خلكان : هو أحد الأئمة الاثني عشر ومن سادات التابعين ، وكان يصلي في الليل واليوم ألف ركعة.

وروى الأربلي في كشف الغمة فقال : كانت له جارية تصب الماء على يده فغفلت فسقط الابريق من يدها على وجه الامام فشجه ، فرفع رأسه إليها فقالت : والكاظمين الغيظ قال : كظمت غيظي قالت : والعافين عن الناس قال :

مخ ۱۶۰