70

موقف عمار ..!

كانت نظرته للخلافة نظرة مستقلة في ذاتها لأول وهلة ، حتى يخيل للقارئ أنه انطوى على سر دون أخوانه من الصحابة والسابقين ، ولكن حين نمعن النظر في كلماته وفي التطورات التي انتهت إليها الخلافة ندرك السر الذي ترك عمارا ينفرد مع فئة قليلة من إخوانه في الصف المتخلف عن البيعة.

لقد كان موقف عمار في هذا المجال متأثرا بخطوات علي (ع) حتى يكاد أن لا يبرم أمرا دون مشورته وأخذ النصيحة منه ، ومرد ذلك يرجع لأمرين أساسيين.

** الأول

النبي (ص) صراحة في غدير خم حين حج آخر حجة حيث قال (ص): « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله » (1). حيث أعطاه الولاية على المؤمنين وهي أوسع من الوصاية. كما سمع منه (ص) حديث المنزلة حيث قال مخاطبا إياه : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (2) إلى غير ذلك من الأحاديث التي تصرح أو تلمح إلى أحقيته بالخلافة.

** الثاني

يا عمار ، إن عليا لا يردك عن هدى ، ولا يدلك على ردى!

يا عمار ، طاعة علي طاعتي ، وطاعتي طاعة الله عز وجل (3)!

بعد أن يسمع هذا من النبي في حق علي (ع) فهل يعقل أن يبادر إلى أمر غاية في الخطورة والأهمية دون مشاورة علي فيه!؟ بالطبع لا ، وألف

مخ ۷۱