193

غلبة علي على الماء

وفي صبيحة اليوم التالي نهض الأشعث بن قيس في اثني عشر ألف ، وتبعه الأشتر بخيله ورجاله ثم كبر الأشعث وكبر الأشتر ، ثم حملا ، فما ثار الغبار حتى انهزم أهل الشام ، وكان قد قتل من أصحاب معاوية أبطال لا يستهان بهم ، وغلب أصحاب علي على الماء.

وقال عمرو بن العاص لمعاوية : ما ظنك بالقوم إن منعوك الماء اليوم كما منعتهم أمس ، أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه ، وما أغنى أن تكشف لهم السوءة؟

فقال : دع عنك ما مضى منه. ما ظنك بعلي؟ قال : ظني به أنه لا يستحل منك ما استحللت منه ، وأن الذي جاء له غير الماء. فقال له معاوية قولا أغضبه. فرد عليه ابن العاص شعرا ، جاء فيه :

أمرتك أمرا فسخفته

وخالفني ابن أبي سرحة

وحين غلب علي أهل الشام وطردهم عن الماء بعث إلى معاوية : « إنا لا نكافيك بصنعك ، هلم إلى الماء فنحن وأنتم فيه سواء ». فأخذ كل واحد من الفريقين بالشريعة التي تليه. وقال علي (ع) يومذاك لأصحابه : أيها الناس ، إن الخطب أعظم من منع الماء (2).

** عدد الجيشين

واختلف في عدد الجيشين ، والمتفق عليه كما يقول المسعودي أن عدة جيش علي (ع) تسعون ألفا ، وأن عدة جيش معاوية خمسة وثمانون

مخ ۱۹۴