استبدالها إنطلاقا من نهجه الجديد الذي سار عليه بعد استخلافه ؛ والسبب في ذلك أنه ليس من ذوي السابقة في الدين والصحبة ، بل هو أحد الطلقاء يوم الفتح ومثله لا يكون حاكما على المسلمين ، هذا بالإضافة إلى السياسة التي انتهجها معاوية في حكمه بلاد الشام والتي تشبه إلى حد بعيد سياسة الملوك والأباطرة من الأستئثار بالفيء والإغداق على المقربين ، والإساءة إلى بعض الصحابة ، كأبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، والتلويح بالترهيب والترغيب بشكل دقيق ومركز.
لقد كان هذا الإجراء من علي (ع) في حق معاوية بمثابة صدمة قوية له ، فكان عليه أن يتأهب ويستعد للمواجهة.
وكان معاوية بسياسته تلك قد استطاع أن يرسخ قدميه على بلاد الشام منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، حتى عهد عثمان الذي زاد في سلطانه بأن ضم إليه فلسطين وحمص والجزيرة ، واستطاع أيضا أن يستغل سذاجة الناس وبسطاتهم وعفويتهم ، فنجح في تجميع قبائل أفرزت من أقاليم عدة كانت بعيدة عن روح الإسلام ، وعمد إلى ذوي النفوذ من القادة والزعماء ، وزاد في تقريبهم والإغداق عليهم بعد أن شحذ أذهانهم وأنفسهم بضرورة الأخذ بثأر الخليفة المظلوم عثمان!
وراح هؤلاء بدورهم ينشرون ذلك في الآفاق وفيمن هم تحت سلطانهم ، حتى تم له بذلك تجميع جيش كثيف لمواجهة علي ، وكأن عليا هو المسؤول عن قتل الخليفة!.
لقد كانت هذه الخطة أفضل وسيلة للإنتقام من علي ومبادئه في عرف الأمويين وأتباعهم ، وان كان طلحة والزبير قد فشلا في خطتهما ، فربما حالف الحظ معاوية ، من يدري؟
هكذا أراد معاوية ، أراد القضاء على بقية الله في أرضه ، أو الشام! ملكا طلقا يتوهج بمفاتن الدنيا وبهارج الحياة عله يستطيع بذلك أن يستر دفائن
مخ ۱۶۲