من أنصار صاحبة الجمل وقال شيئا من الشعر فلا تجيبوه بشيء ليستريح إلى إجابتكم له ، ولكن استعملوا فيمن خرج إليكم السيف فإنه أسرع للجواب ، قال : وإذا برجل من أصحاب الجمل يقال له الأسود البختري قد خرج وهو يقول شعرا ، فحمل عليه عمرو بن الحمق الخزاعي فقتله. وخرج من بعده جابر بن مزيد الأزدي ، فحمل عليه محمد بن أبي بكر فقتله ، وخرج من بعده مجاشع بن عمر التميمي وهو يقول شعرا ، فحمل عليه أصحاب علي حملة ، واستأمن إلى علي فكان من خيار أصحابه بعد ذلك. وخرج من بعده بشر بن عمرو الضبي وهو يقول شعرا ، فحمل عليه عمار بن ياسر فقتله ، وخرج من بعده حرسة بن ثعلبة الضبي في يده خطام الجمل وهو يقول شعرا ، ثم حمل فجعل يقاتل حتى قطعت يده على خطام الجمل وقتل ، وهكذا حتى قطع على الخطام يومئذ ثماني وتسعون يدا. ونادت عائشة بأعلى صوتها : أيها الناس عليكم بالصبر ، فإنما تصبر الأحرار.
واشتبكت الحرب بين الفريقين ، وصاح الحجاج بن عمرو الأنصاري : يا معاشر الأنصار انه لم ينزل موت قط في جاهلية ولا إسلام إلا مضيتم عليه ، ولست أراكم اليوم كما أريد وأنا أنشدكم بالله أن تحدثوا ما لم يكن ، إن أخوانكم اليوم قد أبلوا وقاتلوا ، وأن الموت قد نزل فصبرا صبرا حتى يفتح الله عز وجل عليكم .
ثم تقدم الحجاج يضرب بسيفه قدما ، وتقدم في أثره خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين وهو يقول شعرا. ثم تقدم في أثره شريح بن هاني الحارثي ثم تقدم في إثره هاني بن عروة ، ثم تقدم في أثره زياد بن كعب الهمداني ثم تقدم في أثره مالك بن الحارث الأشتر ، ثم تقدم في أثره عدي بن حاتم الطائي وهو يقول شعرا. ثم تقدم في أثره رفاعة بن شداد البجلي وهو يقول شعرا ثم تقدم في أثره هاني بن هانئ المذحجي ، ثم تقدم في أثره عمرو بن الحمق الخزاعي وكانوا كلهم ينشدون الشعر حين تقدمهم ، واقتتل القوم قتالا شديدا لم يسمع بمثله ، وصار الهودج الذي فيه عائشة كأنه
مخ ۱۵۰