144

فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم خرج أخوه الثالث عبيد الله بن سليم فقتل ، ثم تقدم زيد بن صوحان العبدي من أصحاب علي فقاتل حتى قتل فأخذ الراية أخوه صعصعة فقاتل فجرح ، وأخذها أبو عبيدة العبدي وكان من خيار أصحاب علي فقاتل فقتل ، فأخذ الراية عبد الله بن الرقية فقتل ، فأخذها رشيد بن سمي فقتل.

ثم تقدم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله بن سري ، فجعل يرتجز ويقول:

يارب إني طالب أبا الحسن

ذاك الذي يعرف حقا بالفتن

فخرج إليه علي رضي الله عنه وهو يرتجز ويقول :

قد كنت ترميه بإيثار الفتن

قدما وتطلبه بأوتار الأحن

ثم شد عليه علي بالسيف ، فضربه ضربة هتك بها عاتقه ، فسقط قتيلا ، فوقف علي رضي الله عنه عليه ثم قال : قد رأيت أبا الحسن ، فكيف وجدته؟

ثم تقدمت بنو ضبة فأحدقوا بالجمل وجعلوا يرتجزون بالأشعار من كل ناحية ورجل منهم قد أخذ بخطام الجمل وفي يده سيف كأنه مخراق ، وهو يرتجز ويقول :

نحن بنو ضبة أصحاب الجمل

ننازل الموت إذا الموت نزل

إن عليا يعد من خير البدل

فبدر إليه زيد بن لقيط الشيباني من أصحاب علي وهو يقول :

يا قائل الزور من أصحاب الجمل

نحن قتلنا نعثلا فيمن قتل

مخ ۱۴۵