فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم خرج أخوه الثالث عبيد الله بن سليم فقتل ، ثم تقدم زيد بن صوحان العبدي من أصحاب علي فقاتل حتى قتل فأخذ الراية أخوه صعصعة فقاتل فجرح ، وأخذها أبو عبيدة العبدي وكان من خيار أصحاب علي فقاتل فقتل ، فأخذ الراية عبد الله بن الرقية فقتل ، فأخذها رشيد بن سمي فقتل.
ثم تقدم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله بن سري ، فجعل يرتجز ويقول:
يارب إني طالب أبا الحسن
ذاك الذي يعرف حقا بالفتن
فخرج إليه علي رضي الله عنه وهو يرتجز ويقول :
قد كنت ترميه بإيثار الفتن
قدما وتطلبه بأوتار الأحن
ثم شد عليه علي بالسيف ، فضربه ضربة هتك بها عاتقه ، فسقط قتيلا ، فوقف علي رضي الله عنه عليه ثم قال : قد رأيت أبا الحسن ، فكيف وجدته؟
ثم تقدمت بنو ضبة فأحدقوا بالجمل وجعلوا يرتجزون بالأشعار من كل ناحية ورجل منهم قد أخذ بخطام الجمل وفي يده سيف كأنه مخراق ، وهو يرتجز ويقول :
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل
ننازل الموت إذا الموت نزل
إن عليا يعد من خير البدل
فبدر إليه زيد بن لقيط الشيباني من أصحاب علي وهو يقول :
يا قائل الزور من أصحاب الجمل
نحن قتلنا نعثلا فيمن قتل
مخ ۱۴۵