141

تغسل منها رؤوسنا أبدا.

فغضب الزبير من ذلك ، ثم صاح بفرسه ، وحمل على أصحاب علي حملة منكرة. فقال علي رضي الله عنه : إفرجوا له فإنه محرج ، فأوسعوا له حتى شق الصفوف وخرج منها ، ثم رجع فشقها ثانية ولم يطعن أحدا ولم يضرب ، ثم رجع إلى ابنه فقال : يا بني ؛ هذه حملة جبان؟! فقال له ابنه عبد الله : فلم تنصرف عنا وقد التقت حلقتا البطان؟

فقال الزبير : يا بني أرجع والله لأخبار قد كان النبي (ص) عهدها إلي فنسيتها حتى أذكرنيها علي بن أبي طالب ، فعرفتها.

ثم خرج الزبير من معسكرهم تائبا مما كان منه وهو يقول ابياتا مطلعها :

ترك الأمور التي تخشى عواقبها

لله أجمل في الدنيا وفي الدين

ثم مضى الزبير وتبعه خمسة فرسان فحمل عليهم وفرق جمعهم حتى صار إلى وادي السباع فنزل على قوم من بني تميم ، فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعي فقال : أبا عبد الله ، كيف تركت الناس؟ فقال الزبير : تركتهم قد عزموا على القتال ، ولا شك قد التقوا.

فسكت عنه عمرو بن جرموز ، وأمر له بطعام وشيء من لبن ، فأكل الزبير وشرب ، ثم قام فصلى وأخذ مضجعه ، فلما علم ابن جرموز أن الزبير قد نام وثب إليه وضربه بسيفه ضربة على أم رأسه فقتله (1).

** « خطبة علي ووصيته لجيشه »

وجعل علي (ع) يعبئ أصحابه ويوصيهم وهو يقول : أيها الناس ، غضوا أبصاركم ، وأكثروا من ذكر ربكم ، وإياكم وكثرة الكلام فإنه فشل.

ونظرت إليه عائشة وهو يجول بين الصفوف فقالت : انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله (ص) يوم بدر ، أما والله ما ينتظر بكم إلا زوال الشمس.

مخ ۱۴۲