122

ويسرد لنا أبن الأثير القصة مختصرة ، فيقول : « اجتمع أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ، وفيهم طلحة والزبير وأتوا عليا فقالوا له : إنه لا بد للناس من إمام!

قال : لا حاجة لي في أمركم ، فمن اخترتم رضيت به. فقالوا : ما نختار غيرك! وترددوا إليه مرارا وقالوا له في آخر ذلك : إنا لا نعلم أحدا أحق بها منك ، ولا أقدم سابقة ، ولا أقرب قرابة من رسول الله (ص).

قال : أكون وزيرا خيرا من أن أكون أميرا. قالوا : والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك » (1).

وكانت مبايعته نمطا جديدا في الخلافة لم يسبق لأحد ممن كان قبله ، فإن بعضهم يصف البيعة فيقول : « خرجت في أثره والناس حوله يبايعونه ، فدخل حائطا بستانا من حيطان بني مازن فألجأوه إلى نخلة ، وحالوا بيني وبينه ، فنظرت إليهم وقد أخذت أيدي الناس ذراعه تختلف أيديهم على يده! (2).

والإمام يصف ذلك المشهد بنفسه فيقول : فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ، ينثالون علي من كل جانب ، حتى لقد وطىء الحسنان ، وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم .. » (3).

وكان أول من بايعه وصفق على يده طلحة بن عبيد الله.

فقام الأشتر وقال : أبايعك يا أمير المؤمنين على أن علي بيعة أهل الكوفة.

ثم قام طلحة والزبير فقالا : نبايعك يا أمير المؤمنين على أن علينا بيعة المهاجرين.

مخ ۱۲۳