66

عميل سري

العميل السري: حكاية بسيطة

ژانرونه

علقت السيدة فيرلوك بسرعة، وهي تسير متعجلة: «ليس ذلك دور الشرطة.»

استطال وجه ستيفي كثيرا. انشغل عقله بالتفكير. وكلما فكر بعمق أكثر، ازداد تدلي فكه السفلي.

وتخلى عن مبادرته الفكرية وعلى وجهه خواء قانط.

تمتم مستسلما إلا أنه كان مندهشا : «ليس ذلك دورها؟» «ليس ذلك دورها؟» كان قد صاغ لنفسه مفهوما مثاليا عن شرطة العاصمة باعتبارها مؤسسة خيرية نوعا ما، معنية بقمع الشر. كانت فكرة حب الخير على وجه الخصوص مرتبطة لديه ارتباطا وثيقا بمعنى السلطة التي يتمتع بها أصحاب الزي الأزرق. كان قد أحب كل رجال الشرطة حبا جما، ويثق فيهم ثقة ساذجة. واعتصر الألم قلبه. انزعج، أيضا، من شك نخر قلبه بشأن ازدواجية في أعضاء قوات الشرطة. وذلك لأن ستيفي كان صريحا وواضحا كالشمس في كبد السماء. ما الذي يقصدونه بالتظاهر إذن؟ على النقيض من أخته، التي وضعت ثقتها في القيم الظاهرية، رغب في أن يتعمق في أصل المسألة. واصل استفساره باعتراض غاضب. «ما دورهم إذن، يا ويني؟ ما دورهم؟ أخبريني.»

كانت ويني تكره الجدال. ولكن بدافع أولا من خوف شديد من أن يدخل ستيفي في نوبة اكتئاب حاد ناجمة عن افتقاده لأمه كثيرا، لم ترفض المناقشة بالكلية. دون أي تهكم، أجابت بطريقة ربما لم تكن غريبة على زوجة السيد فيرلوك، مفوض اللجنة الحمراء المركزية، والصديق الشخصي لبعض اللاسلطويين ونصير الثورة الاجتماعية. «ألا تعرف دور الشرطة، يا ستيفي؟ إنهم موجودون من أجل ألا يأخذ من لا يملكون شيئا أي شيء ممن يملكون.»

تجنبت استخدام فعل «يسرق» لأنه دائما ما كان يزعج أخاها. لأن ستيفي كان أمينا للغاية. كانت قد غرست فيه بعض المبادئ البسيطة بحرص بالغ (بسبب «غرابة أطواره») لدرجة أن مجرد ذكر أسماء بعض التجاوزات كان يملؤه رعبا. كان دائما يتأثر بسهولة بالأحاديث. كان متأثرا ومذهولا الآن، وكان عقله متنبها جدا.

سأل على الفور بقلق: «ماذا؟ ولا حتى لو كانوا جوعى؟ ألا يتعين عليهم ذلك؟»

كان الاثنان قد توقفا عن المشي قليلا.

قالت السيدة فيرلوك، برباطة جأش شخص لا تقلقه مسألة توزيع الثروات، وهي تستكشف الطريق بحثا عن الحافلة العامة ذات اللون الصحيح: «ولا حتى لو كانوا جوعى. بالتأكيد لا. ولكن ما الفائدة من الحديث عن كل تلك المسائل؟ أنت لم تكن جائعا من قبل.»

رمقت الفتى بنظرة خاطفة وكأنه شاب يمشي بجانبها. رأته لطيفا وجذابا وحنونا، ولم تره غريب الأطوار إلا بقدر ضئيل، ضئيل جدا. ولم تستطع أن تراه خلاف ذلك؛ لأنه كان مرتبطا بما كان ملح العاطفة في حياتها التي لا طعم لها، عاطفة الغضب والشجاعة والرأفة وحتى التضحية بالنفس. لم تردف قائلة: «ولا يحتمل أن تكون كذلك ما دمت أنا على قيد الحياة.» ولكن ربما فعلت ذلك بالفعل؛ لأنها اتخذت خطوات فعالة من أجل تحقيق تلك الغاية. كان السيد فيرلوك زوجا صالحا جدا. وكان انطباعها الصادق أنه لا أحد يمكنه ألا يحب الفتى. صاحت فجأة: «أسرع يا ستيفي. أوقف تلك الحافلة الخضراء.»

ناپیژندل شوی مخ