ضرب سائق العربة صدر ستيفي ضربا خفيفا بالخطاف الحديدي البارز من كم رث ومزيت. «انظر أيها الشاب. هل تريد المكوث خلف هذه المؤخرة حتى الساعة الثانية صباحا، ربما؟»
رمق ستيفي العينين الصغيرتين الشرستين بجفنين طرفيهما محمرين بنظرة خالية من التعبير.
أردف الآخر وهو يهمس بحيوية: «ليس أعرج. ليس مصابا بألم في أي مكان من جسمه. ها هو بين يديك. وإذا كنت تود ...»
أضفى صوته الخافت المجهد طابعا من السرية الشديدة على حديثه. ببطء تحولت نظرات ستيفي الخالية من التعبير إلى خوف. «فلتنظر جيدا! حتى الساعة الثالثة والرابعة صباحا. البرد والجوع. البحث عن ركاب تنقلهم لتنال الأجرة. السكارى.»
انتشرت في وجنتيه الأرجوانيتين شعرات بيضاء؛ ومثل سايلينوس، المذكور في كتابات فيرجيل، الذي، بينما كان وجهه ملطخا بعصير التوت، حدث رعاة صقلية الودعاء عن آلهة الأولمب، تحدث إلى ستيفي عن شئون منزلية وأمور رجال يعانون معاناة عظيمة وخلودهم أكيد لا محالة.
همس بسخط متبجح: «أنا سائق على عربة أجرة بالليل.» «يتعين أن آخذ أي عربة لعينة يتفضلون بإعطائي إياها في ساحة عربات الأجرة. لدي زوجة وأربعة أطفال في المنزل.»
بدا وكأن الطبيعة الفظة لذلك التصريح عن الأبوة قد ألقمت العالم حجرا. ساد صمت تصاعد أثناءه البخار من فرائص الحصان العجوز، جواد البؤس المروع، في ضوء مصباح الغاز التابع للمؤسسة الخيرية.
نخر سائق العربة، ثم أردف بنبرته الهامسة غير الواضحة: «الحياة ليست سهلة في هذا العالم.» ظل وجه ستيفي يرتعش لبعض الوقت، وفي النهاية انفجرت مشاعره بعبارات مختصرة كالعادة. «سيئ! سيئ!»
لم ينزل عينه من ضلوع الحصان، بنظرة خجولة ومكتئبة، وكأنه يخشى من أنه لو نظر حوله فسيبصر الشر الذي يعج به العالم. وأضفت عليه نحافته وشفتاه الورديتان وشحوب بشرته وصفاؤها، مظهر صبي رقيق، على الرغم من ظهور بعض الشعرات الذهبية على وجنتيه. عبس وجهه خوفا وكأنه طفل صغير. نظر إليه سائق العربة القصير والسمين بعينيه الصغيرتين الشرستين اللتين كانتا تبدوان وكأنهما تتألمان بشدة في سائل شفاف وفاسد.
أصدر صدره أزيزا مسموعا وهو يتكلم: «شاقة على الخيول، ولكنها أشق على رجال فقراء مثلي.»
ناپیژندل شوی مخ