55

عميل سري

العميل السري: حكاية بسيطة

ژانرونه

قال: «جيد جدا»، ثم توقف، وكأنه يتعمد ازدراء الساعة الرسمية. «ولكن ما الذي دفعك بداية في هذا الاتجاه؟»

بادره المفوض المساعد قائلا: «لدي دائما رأيي الخاص.» «آه. نعم! رأي. بالطبع هو ذا. ولكن ماذا كان الدافع الفوري؟» «ماذا بوسعي أن أقول، يا سير إثيلريد؟ عداء رجل جديد للأساليب القديمة. رغبة في معرفة شيء مباشرة. بعض من نفاد الصبر. إنه عملي القديم، ولكن روتين العمل مختلف. لقد كان يزعجني قليلا في مكان أو مكانين حساسين.»

قال الرجل صاحب المقام الرفيع بلطف، وهو يمد يده، الناعمة الملمس، على الرغم من كبر حجمها وقوتها مثل يد مزارع أصيل: «آمل أن تتدبر أمورك هناك.» صافحه المفوض المساعد وانصرف.

في الغرفة الخارجية قابله تودلز، الذي كان ينتظر جالسا على حافة المكتب، وهو يكبح شعور المرح المتأصل في طبعه.

سأل باهتمام مرح: «ماذا إذن؟ هل أنت راض؟»

أجاب المفوض المساعد: «تمام الرضا. سأظل ممتنا لك على الدوام.» بدا وجهه الطويل متجهما بالمقارنة مع الآخر الذي كانت الجدية غريبة عليه، إذ بدا دوما على وشك القهقهة والضحك. «حسن إذن. ولكن بجدية، لا يمكنك أن تتخيل مدى غضبه من الهجمات على مشروعه لتأميم مصايد الأسماك. إنهم يطلقون عليه بداية الثورة الاجتماعية. لا شك في أنه إجراء ثوري. ولكن هؤلاء الناس يفتقرون إلى اللياقة. الهجمات الفردية ...»

قال المفوض المساعد: «لقد قرأت الصحف.» «مشينة؟ ها؟ وليس لديك فكرة عن كم العمل الذي عليه أن ينجزه كل يوم. إنه يؤديه كله بمفرده. يبدو أنه ليس بوسعه أن يثق في أي شخص بشأن هذه المصايد.»

تدخل المفوض المساعد بقوله: «ومع ذلك، فقد منحني نصف ساعة كاملة للنقاش حول قضيتي الصغيرة.» «صغيرة! أهي كذلك؟ أنا سعيد لسماعي ذلك. ولكن من المؤسف إذن أنك لم تنأ به عنها. هذا الصراع يأخذ قدرا كبيرا للغاية من طاقته. بدأ الرجل يشعر بالإنهاك. أشعر بذلك عندما يتكئ على ذراعي في أثناء سيرنا. ولكن، هل يشعر بالأمان في الشوارع؟ أمر مولينز رجاله بالمسير إلى هنا بعد ظهر اليوم. يوجد شرطي يقف عند كل عمود إنارة، وكل شخص نلتقي به بين تلك البقعة وبالاس يارد هو «محقق» بلا شك. سيؤثر الأمر على أعصابه عما قريب. أود أن أقول، من المستبعد أن يلقي هؤلاء الأنذال الأجانب شيئا عليه، هل يمكن ذلك؟ ستكون كارثة وطنية. لا يمكن للدولة أن تستغني عنه.»

اقترح المفوض المساعد بجدية: «ولا عنك. إنه يتكئ على ذراعك. ستموتان معا.» «أليست طريقة سهلة لشاب حتى يخلده التاريخ؟ لم يتعرض كثير من الوزراء البريطانيين للاغتيال لدرجة تجعلها حادثة بسيطة. ولكن جديا الآن ...» «يؤسفني القول إنه إن كنت تريد أن يخلد اسمك في التاريخ، فسيكون عليك تحقيق إنجاز ما. في الحقيقة، لا يوجد أي خطر على كليكما سوى الإرهاق.»

احتفى تودلز المتعاطف بهذا المنفذ بضحكة مكتومة.

ناپیژندل شوی مخ