51

عميل سري

العميل السري: حكاية بسيطة

ژانرونه

خمن كبير المفتشين قائلا: «أظن أنه بعيد جدا الآن.»

رمقه المفوض المساعد بنظرة حادة، ونهض فجأة، وكأنه رتب أفكاره تجاه مسار معين من الإجراءات. في الحقيقة، كان قد خضع في تلك اللحظة تحديدا إلى إغراء ساحر. تلقى كبير المفتشين الأمر بالانصراف مع تعليمات بمقابلة رئيسه باكرا في الصباح التالي لمزيد من التشاور حول القضية. استمع بوجه لا يبدي أي تعبيرات، وخرج من الغرفة بخطوات معتدلة.

أيا كانت خطط المفوض المساعد، فإنه لم يكن لها أي صلة بالعمل في هذا المكتب، الذي كان لعنة عليه بسبب طبيعته المقيدة والافتقار الواضح للحقائق. ما كان يمكن أن يكون لها أي صلة، وإلا لتعذر تفسير حالة النشاط العامة التي حلت على المفوض المساعد. بمجرد أن أصبح بمفرده، بحث عن قبعته مندفعا ووضعها على رأسه. بعد أن فعل ذلك، جلس مرة أخرى ليعيد التفكير في المسألة برمتها. ولكن بما أنه كان قد اتخذ قراره بالفعل، لم يستغرق هذا طويلا. وقبل أن يمضي كبير المفتشين هيت بعيدا في طريقه إلى المنزل، كان هو الآخر قد غادر المبنى.

الفصل السابع

مشى المفوض المساعد في شارع قصير وضيق وكأنه خندق موحل رطب، ثم عبر طريقا واسعا للغاية ودخل إلى مبنى عام ضخم، وسعى للحديث مع سكرتير خاص شاب (بلا أجر) لشخصية كبيرة.

قابل هذا الشاب الأشقر نضر البشرة، الذي أضفى عليه شعره الممشط بتماثل مظهر تلميذ ضخم وأنيق، طلب المفوض المساعد بنظرة متشككة، وتحدث بأنفاس متقطعة. «هل سيوافق على مقابلتك؟ لا علم لي بذلك. لقد غادر دار المجلس التشريعي منذ ساعة للتحدث مع الوكيل الدائم، وهو الآن مستعد لأن يمضي في طريقه عائدا. ربما أرسل في طلبه؛ لكنه يفعل ذلك من أجل قليل من التريض حسب ظني. هذا كل التريض الذي يمكن أن يجد له وقتا أثناء مدة انعقاد هذه الجلسة. أنا لا أتذمر، بل إنني أستمتع بتلك النزهات البسيطة. إنه يستند إلى ذراعي، ولا ينبس ببنت شفة. ولكني أرى أنه متعب جدا، كما أنه ... حسنا ... ليس في أفضل حالاته المزاجية الآن.» «للأمر صلة بالحادث الذي وقع في جرينتش.» «أوه! يا إلهي! إنه يشعر بمرارة شديدة منكم أيها القوم. ولكني سأذهب وأتحقق، إن كنت مصرا.»

همهم المفوض المساعد: «افعل. أنت رجل صالح.»

أعجب السكرتير المتطوع بهذه الجرأة. متخذا وجها تكسوه البراءة، فتح بابا ودخل بثقة طفل لطيف ومميز. وبعد فترة وجيزة عاود الظهور، وأومأ برأسه إلى المفوض المساعد، الذي عبر من الباب نفسه الذي ترك مفتوحا له، ووجد نفسه في حضرة الشخصية العظيمة في غرفة كبيرة.

بدا الشخص العظيم رجلا هائلا، بجسده الضخم في الحجم والقامة، ووجه أبيض طويل، عريض من الأسفل، إذ كان له ذقن كبيرة تحته ثنية من الدهون، فبدا الوجه على شكل بيضة يعلوها شعر رمادي. لسوء الحظ من وجهة نظر أي خياط، أن الطيات المتقاطعة في منتصف معطفه الأسود المزرر زادت من انطباع أن أزرار المعطف قد ربطت بعناء شديد. ومن الرأس، المستقر فوق رقبة مكتنزة، حدقت العينان، ذاتا الجفنين السفليين المنتفخين، بنظرة متغطرسة متعالية من جانبي أنف معقوف بارز بشكل ملحوظ وسط وجه شاحب كبير. وكذلك بدت الضخامة على قبعة من الحرير اللامع وزوج من القفازات القديمة موضوعة على طرف مكتب طويل.

وقف على بساط المدفأة مرتديا حذاء ذا مقاس كبير وواسع، ولم يتفوه بأي عبارات تحية.

ناپیژندل شوی مخ