ارتسم ما يشبه طيف ابتسامة ودودة، مرت سريعا، على شفتي المفوض المساعد، وكأنها إجابة مستفزة على تلك الخاطرة. كان أسلوبه بسيطا وعمليا في مثابرته على هز الحبل المشدود مرة أخرى.
قال: «لنتحدث الآن عما توصلت إليه على الفور، يا كبير المفتشين.»
ظلت سلسلة الأفكار التنبؤية تتوالى على رأس كبير المفتشين هيت: «أحمق سيفقد عمله قريبا.» لكن تبعها على الفور تأمل مفاده أن أي مسئول أعلى، حتى عند «طرده من العمل» (كانت هذه هي الصورة الدقيقة ) لا يزال لديه الوقت وهو ينطلق من الباب ليركل مرءوسا في ساقه ركلة سيئة. من دون أن يخفف من تحديقه الذي كان يشبه كثيرا تحديق أفعى البازيليسق، قال بهدوء: «سنأتي إلى ذلك الجزء من تحرياتي يا سيدي.» «هذا صحيح. حسنا، ما المعلومات التي توصلت إليها منها؟»
عاد كبير المفتشين، الذي كان قد عقد العزم على القفز من فوق الحبل، إلى أرض الواقع بصراحة كئيبة.
قال، وهو يخرج من جيبه دون تعجل خرقة محروقة باللون الأزرق الداكن: «توصلت إلى عنوان.» «هذه الخرقة من المعطف الذي كان يرتديه الشخص الذي مزقه الانفجار إلى أشلاء. بالطبع، ربما لا يكون المعطف ملكا له، وربما يكون قد سرق. لكن ذلك سيكون غير محتمل على الإطلاق لو أنك نظرت إلى هذا.»
تقدم كبير المفتشين نحو المكتب، وبسط بعناية الخرقة المصنوعة من قماش أزرق. كان قد أخذها من الكومة البغيضة في المشرحة؛ لأنه في بعض الأحيان يكون اسم الخياط موجودا تحت الياقة. غالبا ما لا يكون ذلك ذا أهمية كبيرة، ولكن مع ذلك، توقع على الأقل أن يجد أي شيء مفيد، لكنه بالتأكيد لم يتوقع أن يجد، ليس تحت الياقة على الإطلاق، ولكن مخيط بعناية على بطانة طية صدر السترة، قطعة مربعة من نسيج الكاليكو مكتوب عليها عنوان بحبر أسود.
سحب كبير المفتشين يده المبسوطة.
قال: «حملتها معي من دون أن يلحظ أحد ذلك. ظننت أن هذا هو الأفضل. يمكن دوما إخراجها إذا لزم الأمر.»
ارتفع المفوض المساعد قليلا من فوق كرسيه، وسحب قطعة القماش إلى جانبه من المكتب. جلس ينظر إليها صامتا. لم يكن مكتوبا على قطعة قماش من نسيج الكاليكو، أكبر قليلا من ورقة سيجارة عادية، سوى العدد 32 واسم «شارع بريت» بالحبر الأسود. لقد فوجئ حقا.
قال وهو ينظر إلى كبير المفتشين هيت: «لا أستطيع أن أفهم السبب الذي دفعه إلى التجول مرتديا ملابس عليها علامة هكذا. إنه أمر في غاية الغرابة.»
ناپیژندل شوی مخ