27

عميل سري

العميل السري: حكاية بسيطة

ژانرونه

هز الرجل القصير رأسه نفيا. ولكن لما لم يبد أي إشارة تدل على الفضول، بادر أوسيبون وأردف أنه سمع هذه الأخبار قبل أن يدخل المكان مباشرة. صاح فتى يبيع الجرائد بالأمر أمام عينيه، ولما لم يكن مستعدا لأي شيء من ذلك القبيل، شعر بالدهشة والانزعاج الشديد. ثم دخل إلى هنا وهو لا يكاد يستطيع الكلام. أضاف، هو يتمتم بثبات، واضعا مرفقيه على الطاولة: «لم أعتقد قط أنني سأجدك هنا.»

قال الآخر، محافظا على هدوء مستفز: «آتي إلى هنا في بعض الأحيان.»

أردف أوسيبون الضخم: «من المدهش أنك من بين الناس كلهم لم تسمع شيئا عن الأمر.» كان يرمش بجفنيه بعصبية وهو ينظر إلى العينين اللامعتين. كرر مترددا: «أنت من بين الناس كلهم.» كان هذا التحفظ الواضح ينم عن جبن هائل ولا يمكن تفسيره من ذلك الشخص الضخم أمام الرجل الضئيل الهادئ، الذي رفع الكوب الزجاجي مرة أخرى، وشرب منه، ووضعه بحركات جافة وواثقة. وكان هذا كل شيء.

بعدما انتظر أوسيبون شيئا ما - كلمة أو إشارة - لم يأت، بذل جهدا ليتصنع عدم المبالاة نوعا ما.

قال مخفضا صوته أكثر: «هل تعطي أغراضك لأي شخص يطلبها منك؟»

أجاب الرجل الضئيل بحسم: «القاعدة الأساسية لدي هي ألا أرد طلب أي شخص؛ ما دام في إمكاني.»

علق أوسيبون: «هل هذا مبدأ؟» «إنه مبدأ.» «وهل تظن أنه صحيح؟»

واجه الرجل أوسيبون بنظارته الكبيرة ذات العدستين الدائريتين، التي أضفت مظهرا يوحي بالثقة في النفس على وجه مرتديها الشاحب، مثل محجري عينين يقظتين، تلمعان بنار باردة. «تماما. دائما. تحت أي ظرف. ما الذي يمكن أن يوقفني؟ ولماذا لا أفعل؟ لماذا أعيد التفكير في الأمر؟»

شهق أوسيبون شهقة أخرجها، إن جاز التعبير، بتكتم. «هل تعني أن تقول إنك ستعطي أغراضك لأي «شخص» من الشرطة السرية إن أتى وطلبها منك؟»

ابتسم الآخر ابتسامة خفيفة.

ناپیژندل شوی مخ