25

عميل سري

العميل السري: حكاية بسيطة

ژانرونه

قالت السيدة فيرلوك، بحسم كبير، إن كارل يوندت «رجل مسن يثير الاشمئزاز». وأعلنت صراحة عن ميلها إلى ميكايليس. أما عن أوسيبون الضخم، الذي لم تشعر بالارتياح مطلقا أثناء وجوده متحصنة بموقف متحفظ شديد، فلم تقل شيئا على الإطلاق. واستمرت تتحدث عن أخيها الذي ظل لسنوات عديدة محل رعاية وخوف: «إنه ليس مؤهلا لأن يسمع ما يقال هنا. فهو يعتقد أن كل ما يقال حقيقي. إنه لا يفقه غير ذلك. ومن ثم فهو يتأثر بما يقال.»

لم يعلق السيد فيرلوك بشيء. «أخذ يحدق في، وكأنه لا يعرفني، عندما نزلت إلى الطابق السفلي. كانت دقات قلبه عالية كالمطرقة. إنه لا يستطيع التحكم في انفعالاته. أيقظت أمي وطلبت منها أن تجلس معه حتى يخلد إلى النوم. هذا ليس ذنبه. إنه لا يحدث مشاكل عندما يكون بمفرده.»

لم يعلق السيد فيرلوك بشيء.

أردفت السيدة فيرلوك بأسلوب فظ: «ليته لم يذهب إلى المدرسة. دائما ما يأخذ تلك الجرائد من فوق النافذة كي يقرأها. يحمر وجهه عندما ينكب على قراءتها. إننا لا نتخلص من عشرات الأعداد في الشهر. وتشغل حيزا في النافذة الأمامية فحسب. وكل أسبوع يحضر السيد أوسيبون كومة من نشرات حركة مستقبل طبقة العمال هذه كي يبيعها بنصف بنس للنشرة الواحدة. ما كنت لأدفع نصف بنس في الكومة كلها. إنها نشرات سخيفة، نعم إنها كذلك. لا أحد يشتريها. منذ بضعة أيام، وقعت يد ستيفي على إحداها، وكانت فيها قصة عن جندي ألماني قطع أذن أحد المجندين، ولم يعاقب على فعلته تلك. يا له من متوحش! ولم أستطع السيطرة على ستيفي عصر ذلك اليوم. كانت القصة وحدها كافية لجعل دم المرء يغلي. ولكن ما الفائدة من طباعة قصص كهذه؟ لسنا عبيدا ألمانيين هنا، حمدا للرب. هذا ليس شأننا، أليس كذلك؟»

لم يجب السيد فيرلوك بشيء.

أردفت السيدة فيرلوك بعدما تسلل إليها النعاس قليلا: «كان يجب أن آخذ سكين النحت من الفتى. لم يكف عن الصياح والنبش والبكاء. إنه لا يحتمل أي فكرة تنطوي على قسوة. ولو رأى ذلك الضابط حينها، لذبحه بالسكين كالخنزير. هذا حقيقي أيضا! بعض الناس لا يستحقون الكثير من الرحمة.» انقطع صوت السيدة فيرلوك، وأصبح التعبير البادي في عينيها الساكنتين متأملا ومحتجبا أكثر فأكثر أثناء الصمت الطويل. سألت بصوت ضعيف وشارد: «هل أنت مرتاح يا عزيزي؟ هل أطفئ النور الآن؟»

قناعة السيد فيرلوك المخيفة بأن النوم سيجافيه أسكتت لسانه وجعلته هامدا بيأس وسط خوفه من الظلام. بذل جهدا كبيرا.

وأخيرا قال بنبرة جوفاء: «نعم، أطفئيه.»

الفصل الرابع

كان غالبية الطاولات - وعددها ثلاثون أو نحو ذلك - المغطاة بمفارش حمراء عليها نقش أبيض تقف متراصة بزوايا قائمة مع الجدران الخشبية البنية للقاعة الكائنة تحت الأرض. تدلت ثريات برونزية بها العديد من الكريات من سقف منخفض مقوس بعض الشيء، وامتدت اللوحات الجدارية مسطحة ورتيبة على جميع الحوائط التي خلت من النوافذ، تعرض مشاهد الصيد واللهو الصاخب في الهواء الطلق بأزياء من العصور الوسطى. ويلوح خدم، يرتدون سترات جيركين خضراء من دون أكمام، بسكاكين صيد ويرفعون عاليا أكواب البيرة ذات الرغوة.

ناپیژندل شوی مخ