والتفت المدير نحوه بوجه ارتسمت عليه ابتسامة عريضة قائلا: «لماذا؟ لأن هذا أمر غاية في الغرابة.»
وفي ضوء خافت كضوء السينماتوغراف، تجرأ برنارد على حركة ما، كان في الماضي لا يجسر على أدائها حتى في الظلام الدامس، ذلك أنه - وقد شجعته أهميته الجديدة - طوق بذراعه خصر كبيرة المعلمات، وطاوعته وتثنى عودها، وأوشك أن يختطف منها قبلة أو اثنتين وقرصة خفيفة، حينما طقطقت النوافذ ثانية، وهي تتفتح.
فقالت مس كيت: «يحسن أن ننصرف، وسارت نحو الباب.»
وقال المدير بعد لحظة: «وهذه هي غرفة مراقبة التعليم بالايحاء.»
وكانت مئات صناديق الموسيقى المركبة - وقد اختصت كل غرفة من غرف النوم بواحد منها - مصفوفة على الرفوف حول ثلاثة من جدران الغرفة، وعلى الجدار الرابع لفائف من الورق عليها خطوط صوتية، وقد وضعت في عيون وطبعت عليها الدروس الايحائية المختلفة.
وقاطع برنارد الدكتور جافني قائلا: «إنكم تدسون لفافة الورق هنا، وتضغطون على هذا المفتاح إلى أسفل ...»
فصححه المدير مغضبا وقال: «كلا، لا تضغط على هذا المفتاح.» - «إذن فهو هذا، ثم تحل اللفافة، وتحول خلايا السلنيوم الهزات الضوئية إلى موجات صوتية، ثم ...»
وختم الدكتور جافني حديثه قائلا: «وهذا كل ما في الأمر.»
وسأل الهمجي وهم يسيرون في طريقهم إلى معامل الكيمياء الحيوية بجوار مكتبة المدرسة، قال: «هل يقرءون شيكسبير؟» فقالت كبيرة المعلمات، وقد اعتراها الخجل: «كلا بالتأكيد.»
وقال الدكتور جافني: «إن مكتبتنا لا تحتوي إلا على المراجع، فإذا أراد شبابنا الترفيه تلمسوه في دور الصور المحسة، إننا لا نشجعهم على الاعتكاف معتزلين أثناء اللهو.»
ناپیژندل شوی مخ