وكل هذه المجموعات أمريكية، وكامتداد للألوشيان توجد مجموعة من الجزر الصغيرة في مواجهة ساحل كمتشكا الشرقي وتابعة للاتحاد السوفيتي، وهي مجموعة جزر كوماندوريسكي وميدني، وفي جنوب ألسكا توجد مجموعة جزرية كبيرة في محاذاة الساحل والفيوردات العميقة تنقسم إلى عدة مجموعات جزرية منها مجموعة أرخبيل ألكسندر في الشمال، وتضم عدة جزر بأسماء روسية مثل بارانوف، وشيكاجوف وكوبريانوف، وهي تشير إلى الملكية الروسية السابقة لهذه الجزر وألسكا معا، ومجموعة جزر كوين شارلوت الإنجليزية.
خريطة رقم (1).
ونتيجة لهذه الجزر وأشباه الجزر، فضلا عن تعرج السواحل القطبية كثيرا، فإن مسطحات المحيط الشمالي، وخاصة المجاورة للكتل القارية قد سميت بأسماء مختلفة، فإلى الشمال من أوروبا يمتد بحر بارنتس بين شمال النرويج وسفالبارد ونوفايا زيمليا، والبحر الأبيض شرقي شبه جزيرة كولا بخلجانه الكثيرة وأشهرها كاند لاكشا في الغرب، وإلى الشمال في آسيا يمتد بحر كارابين سفرنايا زيمليا وشبه جزيرة تايمير، وبحر لابتف بين شمال مصب لينا وبين سفرنايا زيمليا وجزر نوفوسيبيريسكي، وبحر سيبيريا الشرقي بين نوفوسيبيريسكي وفرانجيليا، وأخيرا بحر تشوكشي شمالي مضيق بيرنج، وفيما بين بيرنج وقوس جزر الألوشيان يمتد بحر بيرنج، وفيما بين كمتشكا وسخالين يوجد بحر أوختسك.
وفي العالم الأمريكي يوجد بحر لبرادور بين لبرادور وجرينلاند، وبحر بوفور غربي الأرخبيل الكندي شمال سواحل ألسكا، ويتميز الأرخبيل الكندي ببحار يطلق عليها ممرات أو مضايق أو خلجان مثل مضيق ديفيز العريض بين جرينلاند وبافن، وخليج بافن إلى الشمال منه، ومضيق هدسن بين لبرادور وبافن، وخليج بافن إلى الشمال منه، ومضيق هدسن بين لبرادور وبافن، وخليج بوثيا بين شبه جزيرة بوثيا وبافن، وغير ذلك كثير. (3-1) المحيط الشمالي
ويتصل المحيط الشمالي بمدخلين رئيسيين بالمياه الدافئة: مضيق بيرنج هو أضيق المدخلين وعرضه يبلغ نحو 80 كيلومترا، ويفصل بين ألسكا وسيبيريا، بينما يصل بين المحيطين الشمالي والباسيفيكي، أما المدخل الثاني فهو عريض جدا ويقع بين النرويج في الشرق وجرينلاند - أيسلند في الغرب، ويتراوح اتساعه بين 1200كم (النرويج-أيسلند) وأكثر من 1600كم (النرويج-جرينلاند)، وهذا المدخل هو أكثر المداخل أهمية للمحيط الشمالي؛ لأنه يجلب إليه كتل المياه الدافئة التي تكون نهاية تيار الخليج والمحيط الأطلنطي الشمالي، ويؤدي إلى انفتاح الملاحة طوال العام على الساحل النرويجي الشمالي وساحل شبه جزيرة كولا السوفيتية الشمالي، وفي أجزاء مختلفة من بحر بارنتس.
ولقد كان الكشف عن أسرار المحيط الشمالي عملية قاسية شارك فيها كثير من الرواد من الروس والنرويجيين والسويديين والإنجليز والنمساويين وغيرهم.
ولقد بدأت الكشوف بطبيعة الحال بواسطة سكان الشمال، فلقد قام النورسمن والفايكنج من سكان بحر الشمال برحلات بحرية في القرن العاشر الميلادي من أيسلندا وجرينلاند إلى لبرادور، ولكن هذا الطريق ظل منسيا لفترة طويلة قبل أن يعود إلى أهميته بعد عصر الكشوف الجغرافية الكبرى.
وقد كان للفرنسيين دور هام في الكشوف وتعمير الشمال الأمريكي، فأرسلوا عدد كشافين إلى شمال شرق أمريكا في 1524 و1541، كلها تمركزت في حوض سنت لورنس الأدنى، ولكنها استقرت في حوض سنت لورنس بواسطة نشاط شامبلين الذي أسس كوبيك 1608، ووصل إلى بحيرة هورن في سنة 1615، وأسس الفرنسيون لأول مرة في أمريكا تجارة الفراء المنظمة على ضوء الظروف البيولوجية لحيوان الفراء والمناخ الذي يعيش فيه، وبالتالي كان إنشاء المحطات التجارية في المناطق الشمالية في كل من لبرادور وكويبك، وفي بداية القرن الثامن عشر استولت بريطانيا على أملاك فرنسا في أمريكا الشمالية، وأنشأت شركة خليج الهدسن الإنجليزية في منطقة الخليج وأجزاء من السهول الغربية الباردة في كندا، واستمرت في احتكار تجارة الفراء والأخشاب في هذه المنطقة الواسعة حتى سنة 1869 حينما دخلت أراضيها ضمن التاج البريطاني، وقد أدى هذا النشاط التجاري إلى توسيع المعرفة لشئون تلك المناطق بواسطة التوغل في داخل المناطق الباردة بسرعة.
فإذا كان اكتشاف خليج الهدسن قد تم سنة 1610، فإن جزيرة بافن قد اكتشفت بسرعة عام 1616 بواسطة وليام بافن الإنجليزي، وقام سير ألكسندر ماكنزي عام 1789 باكتشاف وادي نهر ماكنزي في السهول الشمالية لكندا، وقد قامت بعثات كثيرة لاستكشاف المناطق الشمالية القصوى، وكان منهم روبرت بيري الأمريكي الذي قام بعملية ارتياد لجرينلاند 1892 ووصل إلى القطب الشمالي عام 1909، وكذلك قام بيرد وويلكنز برحلات جوية إلى القطب عامي 1926 و1928.
وفي الجانب الأوروآسيوي قامت الكشوف أيضا بواسطة جمع من الناس كان هدفهم الأول تجارة الصيد والفراء، لكن يميز هذا الجزء عن غيره أن الإنجليز والهولنديين حاولوا منذ البداية أن يجدوا طريقا عبر المحيط الشمالي إلى الشرق الأقصى والمحيط الهندي بعد أن احتكر الإسبان والبرتغاليون الطريق الجنوبي السهل، كذلك نجد أن ارتياد هذه المنطقة كان يدفع إليه أيضا التوسع الروسي في سيبيريا وأقاليم الشمال عامة.
ناپیژندل شوی مخ