في هذه المنطقة راجع خريطة رقم (6)
يوجد خطان حديديان أساسيان هما: (1) خط لننجراد-مورمانسك، (2) خط موسكو-أركانجلسك، وقد اتصل الخطان ببعضهما خلال الحرب العالمية الثانية - أثناء حصار الألمان لمدينة لننجراد - بواسطة خط يمتد جنوبي البحر الأبيض وخليج كندلاكشا، وهذان الخطان هما الشريان الرئيسي الذي ينقل إلى الجنوب الأخشاب والأسماك والمعادن.
شكل رقم (6): الشمال السوفيتي الأوروبي: نمط الاستغلال الزراعي الحديث: (أ) الحد الجنوبي للشمال السوفيتي الأوروبي (على وجه التقريب). (ب) سكك حديدية. (ج) مناطق الزراعة حول المدن (خضروات - بطاطس - ألبان): (1) نطاق رعي وتربية الرنة. (2) رعي الأبقار وزراعة متناثرة حديثة. (3) رعي وألبان كثيفة مع زراعة حديثة جيدة.
ويبلغ طول خط مورمانسك-لننجراد حوالي 1400 كيلومتر، وهو أول خط تم خلال العهد السوفيتي، وقد مد هذا الخط إلى مورمانسك لكي تصبح الميناء الشتوي للننجراد خلال فترة تجمد مياه البلطيق، كما أنه ساعد على تنمية وتنشيط صيد الأسماك من بحر بارنتس، وذلك بفتح أسواق المدن الكبرى الجنوبية للأسماك المصادة، وفي الوقت نفسه فإن هذا الخط الحديدي قد ساعد على استغلال الثروة المعدنية المتعددة الوجوه في شبه جزيرة كولا، وخاصة في منطقة كيروفسك التعدينية الكبيرة، وقد أصبح لهذا الخط عدة فروع داخل إقليم كاريليا لزيادة استغلال موارد المنطقة التي تقع شمالي بحيرة لادوجا وشمال غربي بحيرة أونيجا، وأصبحت بتروزادوفسك مركز مواصلات جديدة هام في كاريليا.
وقد أدى كل ذلك إلى نشأة صناعات عديدة تقوم على موارد البيئة، ففي كاريليا تتركز صناعة الورق حول بحيرة لادوجا وخاصة قرب الحدود الفنلندية، وفي منطقة أونيجا صناعات المخصبات وتعليب وإعداد الأسماك والخضروات والمنسوجات، وفيما بين أونيجا والبحر الأبيض نمت صناعة قطع الأخشاب وإعدادها وصناعة الورق وتصنيع المعادن غير الحديدية، وخاصة بعد إنشاء مجموعة كبيرة من محطات الطاقة المائية على مياه الأنهار القصيرة التي تصل مجموعة البحيرات العديدة في المنطقة، وفي منطقة خليج كندلاكشا وكيروفسك نمت أيضا حرفة قطع الأشجار وتشغيل المعادن غير الحديدية وصناعة الآلات ، وفي منطقة مورمانسك تسيطر صناعة إعداد الأسماك وتعليبها بالإضافة إلى صناعة الآلات.
وفي كاريليا مجموعة من الأنهار التي تصل بين البحيرات، وقد شق السوفيت وعمقوا بعض هذه الأنهار وحفروا قنوات أخرى لكي يتم إنشاء طريق مائي يربط البحر الأبيض - عند خليج أونيجا - ببحيرة أونيجا، وبحيرة لادوجا - على الأصح جنوب البحيرة مباشرة - بنهر نيفا الذي ينتهي إلى لننجراد وبحر البلطيق، كما حفرت قناة أخرى تربط بين أونيجا والفولجا عند شربوفتس، وقد تم حفر الوصلات المائية بين البلطيق والبحر الأبيض عام 1933، وتقوم هذه القناة بمساعدة خط حديد مورمانسك في أعمال النقل، ومعظم البضائع التي تمر بها هي الأخشاب.
أما الخط الحديدي بين موسكو وأركانجلسك فهو قديم؛ إذ أنشئ عام 1897، وهو بذلك تعبير عن أهمية أركانجلسك القديمة بالنسبة لنمو إمارة موسكو واتجاهها صوب الشمال من القرن السادس عشر، قبل أن تحتل واجهتها على البلطيق والأسود «القرن الثامن عشر».
وقد اتصل هذا الخط بخط مورمانسك خلال الحرب العالمية الثانية، كما أدت هذه الحرب أيضا إلى أن يبني السوفيت فرعا آخر يبدأ من كوتلاس بحذاء الدفينا والبتشورا ليصل إلى فحم فركوتا في أقصى الشمال - بعد أن استولى الألمان على فحم أوكرانيا والدوناباس، وساعدت هذه الخطوط الحديدية على نهضة كبيرة في النشاط الاقتصادي، فعلى خط حديد فركوتا ينقل الفحم جنوبا إلى شربوفتس، كما تنقل الأخشاب أيضا، وقد مد خط فركوتا عبر الأورال إلى منطقة الأوب الأدنى، لكن حركة النقل عليه ليست كبيرة في الوقت الحاضر، ولعلها تزيد باستمرار أعمال الكشف عن البترول والغاز الأرضي في الأوب الأدنى.
وتتركز صناعة بناء السفن في أركانجلسك وكوتلاس، إلى جانب الورق والأدوات المعدنية، بينما نشأت في أوختا - على خط فركوتا - صناعة تكرير البترول وعدد من صناعة الأدوات، أما في فركوتا فإن صناعة الآلات والورق - بجانب تعدين الفحم - تسيطر على اقتصاديات المنطقة.
ونهر الدفينا الشمالي نهر صالح للملاحة منذ القدم، وأهميته في تأمين نقل الأخشاب إلى الساحل ما زالت كبيرة لدرجة أن حجم النقل عليه يلي حجم النقل النهري على الفولجا ، أما نهر البتشورا فإنه ينقل كميات أقل من الأخشاب إلى الشمال.
ناپیژندل شوی مخ