211

کلم قطبي

العالم القطبي ونورديا: دراسة جغرافية

ژانرونه

وقد يبدو ساحل فسترلاند - بظروفه الحرارية المعتدلة - ملائم تماما للزراعة في المناطق التي توجد فيها التربة الجيدة ، لكن الجو الملبد دائما بالغيوم والسحب في تلك المناطق تقلل كثيرا من ساعات سطوع الشمس مما يقلل فرص المحصول الجيد، بينما السهول الصغيرة في منطقة خليج أوسلو وأودية الأنهار في الجنوب الشرقي من النرويج أكثر ملاءمة لقلة الغيوم، أما كمية المطر - برغم قلتها عن فسترلاند - فإنها تعد كافية لاحتياجات الزراعة.

وهكذا فإن الظروف المناخية في النرويج عامة معقدة بتعقد الموقع والموضع في درجات العرض، وبالنسبة للارتفاع عن سطح البحر والتأثيرات البحرية وكمية الغيوم ومدى طول فصل الإنبات وذبذبة كمية المطر الساقط. (5) الغابات النرويجية

تسود أنواع مختلفة من الأشجار المخروطية غابات النرويج وتسيطر الغابات على مناطق التربة الفقيرة، ويختلف حد الغابات نتيجة لارتفاع التضاريس والموقع الفلكي كثيرا، وعلى العموم يصل الحد الأعلى للغابات إلى ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر في القسم الجنوبي من النرويج، وإلى 600 متر في إقليم تروندلاج وإلى 400 متر فقط في الشمال، ويلخص شكل رقم 24 هذه الحالة، وتختلط أنواع الصنوبر والشربين في معظم النرويج، ولكنها تختلط بالتنوب الصغير في ترومز وفنمارك.

ولقد عانت غابات غرب النرويج من كثرة الاستغلال منذ فترة تاريخية طويلة نتيجة لنشاط صناعة بناء السفن والحرائق واحتياج الناس إلى الوقود الذي يشكل الخشب أهم مصادره في هذه الأصقاع.

وقد ترتب على ذلك إزالة الجانب الأكبر من الغطاء الغابي وظهور الصخور عارية بعد أن جرفت الأمطار التربات الرقيقة التي كانت تحفظها الغابات، وفي الوقت الحاضر تجرى مساع كثيرة لإعادة تشجير الغابات بالتنوب، ولقد أحس النرويجيون بالحاجة إلى وقف قطع الأشجار بكثرة لصالح الاستخدامات السابق شرحها أو للحاجة للأرض الزراعية وصدرت عدة تشريعات تحافظ على الثروة الغابية منذ القرن 16.

وفي الوقت الحاضر نجد أجود غابات النرويج هي تلك التي توجد في الإقليم الشرقي، وتمتد شمالا مع منابع جلوما إلى تروندلاج حيث ترتبط بالغابات السويدية عبر الممر الجبلي الذي يفصل جبال كيولن في الشمال عن جبال دوفر في الجنوب، ويربط بين حوض يمتلاند السويدي وإقليم تروندلاج النرويجي.

وملكية الغابات فردية، والكثير منها يتكون من ملكيات وحيازات صغيرة مما يؤدي إلى عدم استخدام التكنيك الحديث في الاستثمارات الخاصة بحرف الغابة، وبذلك يقلل من الجودة والإنتاجية، ويضاف إلى ذلك سعر الأخشاب المتذبذب، وكثرة استخدام الغابات القريبة من وسائل النقل مما يؤدي إلى هرم الغابات الداخلية وفقدان جودتها. (6) سكان النرويج

يعطينا سكان النرويج مثالا آخر من نمط السكان الأوروبي، فقد هبطت الخصوبة هبوطا كبيرا منذ نهاية القرن الماضي حتى الثلاثينيات من هذا القرن، وكان هذا الهبوط ملحوظا بصورة أكبر في المناطق المدنية أكثر من الريف، وهكذا ظلت الأسر ذات حجم كبير في الإقليم الشمالي أو الغرب بالقياس إلى الأسرة في الإقليم الشرقي، ففي المتوسط كانت الأسرة مكونة من خمسة أشخاص في الإقليم الشمالي عام 1960، بينما كانت أقل من أربعة أشخاص في الإقليم الشرقي.

لكن هذه التغيرات في سكان الأقاليم ليست ملحوظة على المستوى العام كما هي ملحوظة من الدراسات التفصيلية لحالة الأسر، وذلك راجع إلى الهجرة الداخلية المستمرة إلى مناطق العمل في المدن ومناطق الصناعة الحديثة بما في ذلك التعدين.

ومنذ مائة عام كان سكان النرويج حوالي نصف سكانها الحاليين، لكن الموارد ومصادر العمل المتاحة كانت قليلة جدا مما كان يؤدي إلى هجرة نرويجية خارجية مستمرة، وخاصة إلى العالم الجديد، لكن التطور الصناعي الحديث قدم فرص عمل كثيرة لدرجة أن تضاعف عدد السكان لم يؤد إلى ضغط سكاني كما كان في الماضي.

ناپیژندل شوی مخ