ومن الجدير بالملاحظة أن نسبة النمو في السكن المديني في الوقت الحاضر تزداد في منطقة الساحل الغربي عنها في بقية السويد، ففي 1800 كانت نسبة سكان المدن في هذا الساحل 15٪ من مجموع سكان مدن السويد، وفي أوائل هذا القرن ارتفعت هذه النسبة إلى 25٪، وهي في زيادة مستمرة، ولعل في هذا إشارة واضحة إلى الأهمية الاقتصادية للساحل الغربي في مجالات الصناعة والنقل والتجارة البحرية.
وينتشر سكان الريف بشيء من العدالة على معظم الريف السويدي، باستثناء نورلاند حيث يتركز السكن الريفي في مجالات منعزلة متباعدة مرتبطة بحرفتي الزراعة وقطع الأخشاب معا. (7) النشاط الاقتصادي (7-1) الزراعة
كانت الزراعة التقليدية في السويد تقوم في المناطق الخصبة المحدودة الانتشار، وبالتالي كانت القرى كبيرة ومتجمعة، وكان محراث الحيوان هو أداة الزراعة الرئيسية، كما كانت خصوبة التربة تزداد بواسطة حرق الأشجار وتوزيع رمادها على التربة، لكن الخوف من حرائق الغابات كان سببا من أسباب منع هذا النوع من الحريق.
ومنذ منتصف القرن الثامن عشر صدرت عدة تشريعات لتحسين الأحوال الزراعية منها تجميع الشرائح الزراعية في ملكيات مجمعة قدر الإمكان، وقد ترتب على ذلك أن القرى المتجمعة قد تبعثر سكانها في داخل المزارع، ومن ثم تبعثر السكن الريفي، وذلك كما حدث في الدنمارك من قبل.
وفي خلال هذا القرن تشجع الحكومة نشأة الملكيات الزراعية الصغيرة حول المدن الكبيرة، ومنذ عام 1800 إلى عام 1870 كان هناك نشاط ملحوظ في استصلاح الأراضي ونمو السكن الاستيطاني في الأراضي التي لم تكن تزرع من قبل، وترتب على ذلك أن تضاعفت مساحة الأرض الزراعية ثلاث مرات خلال تلك الفترة وحدها، لكن هذا النمو في المساحة المزروعة توقف بتأثير عاملين: (1)
نمو إنتاج الحبوب الأمريكية واتجاه فائضها عبر الأطلنطي إلى سوق أوروبا. (2)
ازدياد هجرة السكان من الريف السويدي إلى المدن أو إلى القارة الأمريكية.
وبالرغم من انخفاض عدد السكان الزراعيين في السويد إلا أن الإنتاج الزراعي قد تزايد، ولا شك أن هذا راجع إلى التحسينات الفنية في الزراعة، وخاصة استخدام نظام الدورة الزراعية الكثيفة وتقليل مساحة البور وتنويع المزارع وتخصصاتها، وتحسين أنواع البذور التي تؤدي إلى ازدياد المحصول، وأخيرا تحسين أنواع الماشية.
وتشبه الزراعة السويدية الحالية مثيلتها في الدنمارك من حيث مرونتها، فقد ترتب على انخفاض أسعار الحبوب اتجاه الزراعة إلى الألبان ومنتجاتها، وقد زادت كمية الزبدة المصدرة عن المستورد لأول مرة عام 1870، ولكن نظرا لأن موارد الثروة في السويد أكثر تنوعا من الدنمارك، وخاصة في جانب إنتاج المعادن والسلع الصناعية، فإن السويد لم تركز كثيرا على اتجاه تحويل الزراعة إلى المنتجات الحيوانية مثلما فعلت الدنمارك.
ويمكن أن نقسم السويد إلى ثلاث مناطق زراعية هي: (1)
ناپیژندل شوی مخ