صلى الله عليه وسلم
قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فبكى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حتى انتحب. فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله ما هذا؟ قال: «هذا شوق الحبيب إلى حبيبه.»
الفصل الحادي عشر
القلب الرحيم
لم يبسم الأمير لحنظلة بن عمير الخزاعي حين أدخل عليه، ولم يبسط له ذلك الوجه الذي تعود زواره أن يروه مشرقا سمحا، بل لم ينظر إليه، ولم يرفع رأسه عن ذلك الكتاب الذي كان ينظر فيه، وإنما تلقى من الشيخ تحيته وردها عليه بمثلها، وكأنه نسي مكانه منه فلم يأذن له بالجلوس. وظل الشيخ قائما حائرا، مطرقا حينا ثم ناظرا عن يمين وشمال حينا آخر، والناس من حول الأمير ومن حوله ساهمون واجمون، ينكرون في أنفسهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا تهيبا للأمير.
وكانت للشيخ في نفوس الناس بالفسطاط مكانة حسنة ومنزلة رفيعة. عرفوا ورعه، وكرم نفسه، وتنزهه عن الصغائر، وحسن بلائه في المشاهد، وحسن رعايته لحرمات الدين، وأكبروا منزلته من قومه، ونباهة شأنه فيهم، وحسن صنيعه إليهم. وكثير منهم كانوا يكبرون عظم ثروته، وسعة ذات يده. وكلهم كان يرى على كل حال أن الأمير لم يلقه بما تعود أن يلقاه به من البشر والإيناس. وكلهم كان يود لو استطاع أن ينبه الأمير إلى مكان الشيخ، ولكنه كان يشفق أن يجاوز حقه ويعدو حده ويدخل على الأمير بما لا يحب.
ناپیژندل شوی مخ