187

په سرحدي کي د سيرت په اړه

على هامش السيرة

ژانرونه

1

وأحسنت. قال: فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال نعم. قال: من هما؟ قال: هذا أبي وهذا عمي. قال: فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما. فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والأم. فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم! إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا. فلما رأى رسول الله

صلى الله عليه وسلم

ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: «يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني.» فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا، فدعي زيد بن محمد، حتى جاء الله بالإسلام.

2

وقع حب هذا الفتى في قلب الأمين، وملأ حب الأمين قلب الفتى، وإذا الأمين يعلم ذلك من نفسه ومن غلامه، فيأبى الفداء، ويخالف عما ألف الناس. وإذا الفتى يخرج من هذه المحنة منتصرا على نفسه وعلى أواصر القربى، وعلى ما ألف الناس من إيثار الحرية على الرق، ومن إيثار الوطن على الغربة، ومن إيثار الأهل على الأجانب في الدار والنسب. ولكن الله قد أعد لزيد ألوانا أخرى من المحن، وقرنها بألوان أخرى من الخير والكرامة. فهذا الأمين قد اتخذه له ابنا، وزوجه ابنة عمته زينت بنت جحش، وأمها أميمة بنت عبد المطلب. وقد اختص الله أمين قريش بنبوته وائتمنه على وحيه ورسالته، وإذا ابنه زيد أسرع الرجال استجابة له وانحيازا إليه. وقد أخلص زيد في صحبة مولاه وأبيه ونبيه ما أقاما في مكة، يحتملان من ألوان الأذى وصنوف المكروه ما يحتمله المسلمون، ويصبران من الفتنة على ما صبر عليه الذين منحهم الله قلوبا جلدة ونفوسا حرة وإيمانا عميقا. حتى إذا أذن الله لنبيه وللمؤمنين في الهجرة، هاجر زيد مع المهاجرين، فآخى رسول الله بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب.

يجعله بهذا كله فردا من أفراد الأسرة وواحدا من أهل البيت، ويتحدث إليه بأنه مولاه وبأنه منه ومن قومه. ويشهد زيد معه بدرا، ويشهد زيد معه أحدا، ويغزو النبي فيخلف زيدا على أمر المدينة من ورائه، ويقيم النبي فيخرج زيدا أميرا على سراياه وغزواته، حتى تقول عائشة رحمها الله: «ما بعث رسول الله

صلى الله عليه وسلم

زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم، ولو بقي بعده استخلفه.»

3

ناپیژندل شوی مخ