قال طومان: نعم، فقد خرج قنصوه في سرحته لتأديب الثائرين من أعراب البادية؛ طاعة لأمر أخته أصل باي، وخرج خاير بن ملباي سفيرا إلى ابن عثمان.
فقاطعه الغوري باسما: نعم؛ ليخلو الجو للناصر وصاحبتك مصرباي الجركسية!
قال طومان مدهوشا: كأنك تعرف يا عم!
قال الغوري: نعم يا بني، وكأنما كانت أمه تهيئ له هذه الفرصة، وهي تريد أن تدفع عنه، فقد قرر الناصر أن يتخذ مصرباي زوجا، قبل أن يعود خاير بن ملباي من سفارته، وقنصوه الخال من سرحته في البادية.
قال طومان: وي! ولكن ماذا يكون موقف أمه منه، وإنها لتكره هذه الجارية؟!
فقهقه الغوري ضاحكا وهو يقول: لا أمه، ولا خاله، ولا خاير بن ملباي ... لن يكون له صديق من هؤلاء الثلاثة منذ اليوم!
فمط طومان شفتيه أسفا وهو يقول: يا للفتى الأحمق، ويا لمصرباي!
ثم حضرته صورة أخرى، فأغمض عينيه وسبح في أحلامه، وهمس لنفسه في لهفة وجزع: آه يا شهددار! أين ألقاك بعد اليوم؟
الفصل العاشر
آخرة ملك
ناپیژندل شوی مخ