قال جقمق ضاحكا: ومع ذلك فها أنا ذا أراك تمشي وحيدا في المدينة لا يتبعك غلام، كأنك لا غلام لك، وأنت نائب قلعة حلب!
قال الغوري: وهل عندك غلام تخص به صديقك نائب قلعة حلب؟
فبرز في الطريق جمل هائج فألقى أركماس على الأرض، وداسه تحت أخفافه.
قال تاجر المماليك: غلامان وجارية إذا أردت، إلا أن يبدو لك أن تستغني بالغلامين عن الجارية، وإن فيهما لغناء ومتعة!
فوضع الغوري كفه على فم صديقه وهو يقول: صه! إنك لا تزال مهذارا كعهدي بك منذ كنت، فاذكر أنك اليوم تتحدث إلى نائب قلعة حلب!
وكانا قد بلغا في مسيرهما خان مسعود، فودع جقمق صاحبه الغوري، ودخل الخان يتفقد شئون غلمانه.
ولقي جقمق جاره ملباي في بهو الخان، فقال له ملباي: الآن أستودعك الله يا صديقي؛ فقد
قال جقمق آسفا: أكذلك تفارقنا سريعا! لقد كنت أحسبك مقيما معنا في حلب أياما أخرى، حتى يتهيأ لي أن أجمع بعض الغلمان فنصطحب في الرحلة!
قال صاحب الخان مشاركا في الحديث: فإن بين نزلائنا الليلة جاني باي الخشن تاجر المماليك، وأحسبه سيبدأ رحلته غدا إلى القاهرة، ومعه عصبة من أقارب السلطان عاد بهم من بلاد الجركس ... فإن شاء ملباي رافقه في الرحلة.
قال جقمق: جاني باي هنا؟ فإني أريد أن ألقاه ...
ناپیژندل شوی مخ