كان الزوجان تودهانتر يثيران حنق آيريس؛ لأنهما يجعلانها تشعر بسخط غير مفهوم. كانت تشعر بالفراغ نفسه الذي تحاول تجاهله عندما تشاهد مشهدا عاطفيا بين ممثل وممثلة في فيلم ما. كان حبهما يطل في أبهى ثيابه منقحا بحصافة، ولا يظهر أمام الكاميرا إلا أفضل جوانبه.
شعرت بحماسة عندما نظر الرجل في عيني زوجته باهتمام شخصي بالغ وسألها: «هل كانت العطلة مثالية؟»
كانت السيدة تودهانتر تعلم بالضبط لكم من الوقت يجب أن تظل صامتة قبل أن تجيب عن سؤاله. «أجل.»
كان توقيت ردها مثاليا؛ إذ استشف منه ما لم تقله صراحة.
قال معقبا: «لم تكن مثالية إذن. حبيبتي، لكن هل ...»
غاب صوتهما عن أذني آيريس، فيما كانت لا تزال تشعر بشيء من الحسد . كانت تجربتها مع الحب مجرد سلسلة من المواقف التي انتهت إلى تمثيلية خطبتها.
شعرت أن النهار لن ينتهي، لكنه أخيرا أخذ في التلاشي. لم يكن معها الكثير من المتاع لتحزمه، فاتباعا للعرف، أخذ أصدقاؤها معهم الجزء الأكبر من أمتعتها تيسيرا عليها. أضاعت أو بالأحرى أغرقت بضع ساعات من وقتها في البحيرة، لكنها كانت متعجلة فلم تستلق في الشمس.
بعد أن بدلت ملابسها استعدادا لرحلة السفر، نزلت إلى المطعم. كان طبق اليوم مغطى بالهلام بطريقة جذابة ومزينا بأعواد الطرخون والسرفيل والبيض المفروم، لكنها ظنت أنه مكون من سمك الإنقليس المسلوق. أشاحت بوجهها متقززة، وذهبت لتجلس على طاولة صغيرة مطلية باللون الأصفر الباهت في الحديقة المرصوفة بالأحجار، وهناك تناولت غداء مكونا من حساء البطاطس وحبات العنب الصغيرة.
كان ضوء الشمس يتلألأ من خلال المظلة الكثيفة التي كونتها أشجار الكستناء، لكن الكرسي الحديدي كان باردا وغير مريح. كان لا يزال أمامها أكثر من ساعة على موعد وصول القطار السريع، لكنها قررت أن تنتظره في المحطة حيث بإمكانها الاستمتاع بجمال المنظر.
كانت قد أرهقت نفسها حد القلق؛ لذا كانت مغادرتها الفندق بمثابة خطوة في طريق رحلتها. شعرت بسعادة غامرة وهي تسدد فاتورتها وتمنح بقشيشا لمن تبقى من طاقم الخدمة بالفندق. لم تر أيا من النزلاء الآخرين، لكنها قطعت الحديقة مسرعة، كطالبة تتسلل من مدرستها، وكأنما تخشى أن يحدث ما يحول بينها وبين المغادرة في اللحظة الأخيرة.
ناپیژندل شوی مخ