لم يكن بوسعها هي أو غيرها التبصر بأحداث الأربع والعشرين ساعة القادمة، التي ستكابد خلالها تلك الفتاة - التي ستقف وحدها في وجه حشد من الشهود - عذابا نفسيا يهدد سلامة قواها العقلية من أجل امرأة غريبة لا تكن لها أي مشاعر شخصية.
هذا إن كان هناك وجود للآنسة فروي.
الفصل الرابع
إنجلترا تنادي
لأن لديها مربعا على راحة يدها، وهو دلالة على الحماية حسبما قالت لها عرافة، كانت آيريس تعتقد أنها تنعم بمساحة من الأمان، مع أنها ضحكت عندما أخبرتها بذلك. كانت تشعر بالانبهار خفية، لأنها كانت تحيا حياة مصونة من الخطر.
في تلك الأزمة، شعرت أن النجوم تتبارى من أجلها كالعادة. كانت الجبال قد أرسلت لها إنذارا أوليا. أثناء تلك الأمسية أيضا، تلقت بضع مفاتحات للرفقة التي ربما كانت لتنتشلها من عزلتها الذهنية.
لكنها قطعت عن عمد كل خيط يربطها ببر الأمان؛ بدافع وفائها المغلوط لأصدقائها.
فور أن دلفت إلى الردهة الساكنة الخاوية، شعرت بأنها تفتقدهم. أثناء سيرها في الرواق، مرت بغرف نوم خاوية، بسرائرها العارية وأرضياتها التي بعثرت فوقها المهملات. كانت المراتب تتدلى من كل نافذة، والوسائد مكومة في الشرفات الصغيرة.
لم تكن الرفقة وحدها هي ما ينقصها، بل افتقدت الدعم المعنوي كذلك. لم يتكبد أصدقاؤها عناء تغيير ملابسهم أثناء السهرة، إلا إن دعت الراحة إلى ارتداء السراويل الصوفية. في إحدى المرات، حققوا انتصارا بأن قدمت ضدهم شكوى، عندما حضرت سيدة إلى طاولة العشاء وهي ترتدي سروال السباحة.
كان مقدما الشكوى هما الأختان فلود-بورتر، اللتان كانتا دوما ترتديان فساتين سهرة باهظة الثمن، لكن وقورة، أثناء العشاء. تذكرت آيريس تلك الواقعة بعد أن فرغت من الاستحمام. شعرت بشيء من الخجل لإذعانها للرأي العام، لكنها بحثت في حقيبة سفرها عن ثوب سهرة من قماش الكريب المجعد لم تكن قد أخرجته منها.
ناپیژندل شوی مخ