سألها غير مصدق: «أتعنين، أتعنين أنك دفعت بالآنسة فروي إلى خارج القطار؟» «رجاء لا تأتي على ذكرها مجددا، فلا وجود لها بالطبع. هذا ما قلته للبروفيسور.»
شعرت آيريس بغصة لحظية وهي تتطلع إلى عينيه البريئتين.
قالت في نفسها: «إنه لأمر مؤسف أن أخدعه.»
كانت قد قررت اللجوء لحيلة قتالية. ستتصنع الوداعة كي تصرف عن نفسها الشكوك. عند الوصول إلى ترييستي، ستدبر حيلة للتملص منهم، ثم تستأجر سيارة أجرة تتبع بها سيارة الإسعاف. لن يتوقعوا أي اهتمام خارجي بتحركاتهم؛ إذ ستكون حتما قد خرجت من حساباتهم.
بعد أن تنبه سائق الأجرة مسبقا لحفظ العنوان الذي أخذت إليه الآنسة فروي، ستأمره أن يهرع إلى السفارة البريطانية. لطالما توسمت في الإيطاليين البسالة ورهافة المشاعر؛ لذا كانت واثقة من أنها ستنال تعاطفهم وأنهم سيتخذون إجراء فوريا.
كان عقلها المشوش من قبل يعمل الآن بسرعة فائقة. قالت في نفسها إن نجاح خطتها يعتمد على قدرتها على خداعهم جميعا. يجب أن تعود إلى مقصورتها التي تعج بجواسيس الطبيب، وتتصنع الوداعة واللين المطلوبين.
قالت لنفسها: «يجب ألا أبالغ في التصنع؛ إذ ربما يثيرون ضجة بشأني إن ظنوا أني مريضة.»
كانت تتكل على الفوضى التي تعم عندما يبدل الركاب بأمتعتهم القطار في المحطة. يجب أن ترسل هير في مهمة ما؛ فهو العائق الوحيد في طريقها. أما باقي الركاب فسيصدقون طبعهم، ولن يعبئوا إلا بشئونهم.
رفعت عينيها لتلتقي بعيني هير الصادقتين. كان يفكر بقسط النوم الطويل العميق الذي ينتظرها في القطار الإيطالي.
قال في نفسه: «إنه لأمر مؤسف أن أخدعها.»
ناپیژندل شوی مخ