أومأت آيريس برأسها. «لقد رأيت راهبة ثانية في الممر.» «لكن في ذلك الحين، تعثرين على بعض الركاب الإنجليزيين ممن سيذكرون الآنسة فروي، حتى إنك حملت زوجة القس على تأييدك. كما شرحت لك من قبل حسبما أذكر، كان على المتآمرين أن يأتوا بشخص ما، ويتكلون إلى الحيلة؛ لذا ينسدل الستار مجددا، فيما ترتدي الراهبة الثانية - التي كانت تلعب دور المريضة الأصلية - زي الآنسة فروي.»
ظلت آيريس صامتة بينما بدت الكآبة على هير. «أقر بأنها قصة واهية، لكن ذلك هو أقصى ما بوسعي.»
بالكاد سمعته آيريس؛ إذ كانت تستجمع شجاعتها كي تطرح سؤالا. «ماذا يكون مصيرها عند وصولهم إلى ترييستي؟»
قال هير مفسرا: «ذلك هو الجزء الذي سيعشقه قرائي. سيضعونها في عربة إسعاف ويأخذونها إلى منزل معزول، يطل على مسطح مائي عميق مهجور - جدول أو فرع من بحيرة أو ما شابه. تعرفين حتما ما أعني - مياه سوداء متعكرة تكتنف رصيفا بحريا مهجورا، ثم سيربطونها بثقل وما إلى ذلك، ويلقون بها بعناية وسط الطمي والوحل، لكني لست عديم الرحمة بالكلية. سأدعهم يتركونها مخدرة حتى نهايتها التعيسة؛ لذا فلن تشعر العجوز الودودة بأي شيء. هاك القصة. ما الأمر؟»
هبت آيريس من مقعدها وكانت تجذب الباب محاولة فتحه. قالت لاهثة: «كل ما قلته قد يكون حقيقيا. يجب ألا نهدر أي وقت. يجب أن نفعل شيئا.»
أجلسها هير في مقعدها مرة أخرى.
وقال: «اسمعي يا ...» كانت كل شيء بالنسبة له، ومع ذلك غاب اسمها عن ذاكرته تماما. «تلك مجرد قصة ألفتها لأجلك.»
صاحت آيريس: «لكن يجب أن أصل لتلك المريضة؛ فهي الآنسة فروي. يجب أن أتأكد بنفسي.» «دعي عنك تلك السخافة. المريضة التي ترقد في المقصورة المجاورة حقيقية، وقد تحطم جسدها. إن اقتحمنا المقصورة عنوة وشرعنا في إثارة أي جلبة فسيطردنا الطبيب، وسيكون محقا في ذلك أيضا.»
سألته آيريس بيأس: «إذن فلن تساعدني؟» «كلا بكل تأكيد. أنا آسف لأني لا أكف عن ذكر ذلك، لكني لا أستطيع نسيان أنك تعرضت لضربة شمس، وعندما أتذكر التجربة التي تعرضت لها وكيف أني خلطت بين مدربي ...» «وأمير ويلز. أعلم، أعلم.» «أنا آسف للغاية لأني جاريتك، لكني لم أفعل سوى أني أخبرتك كيف كانت الأمور لتتم، لكني كتلك العجوز التي ترى زرافة للمرة الأولى. بصدق، «أنا لا أصدق ذلك».»
الفصل السادس والعشرون
ناپیژندل شوی مخ