منك سلطاني الرحيم •••
ارتكبت قبل اليوم جريمة الصراحة إذ قلت إن الخيال الشعري عندنا من الفقر بحيث ترى المعاني نفسها مكررة في كل جيل بنفس الألفاظ القديمة. وقد بحث السادة الشعراء عن مزيد من القيود فاهتدوا إلى ما يسمونه «المعارضة» التي تفرض عليهم التزام البحر والقافية كما تعهدوا بالتزام اللفظ والمعنى مع شيء من التبديل في الوضع! فهل بعد هذا من لوم على عائشة إذا هي وقفت عند معالم الغزل المألوفة التي قصرت في الكثير من شعرنا على التشبب بالعين والحاجب والخال وأخواتها؟ وشهدت عائشة جميع الأجيال السالفة تلوم العواذل راجية أن يرد كيد اللاحي إلى نحره. ففعلت هي فعلتهم جميعا فلامت العواذل، راجية أن يرد كيد اللاحي إلى نحره. وتغزل الشعراء بالخمرة، وزعم المتصوفة منهم أنهم يرمزون بها إلى الحب، وأحيانا إلى الحب الإلهي، فعلام لا تتحداهم عائشة؟
جهل العواذل ما تريد بشربها
نفسي وما تلقي من السكرات
وسلوها عن جفوة أم صبوة
لفؤادي المضني من الحسرات
شتان بين ظنونهم وسرائري
الله يعلم منتهى غاياتي
كذلك تحدث الأندلسيون في شعورهم واصطناعهم تفهم أسرار الطبيعة وتأويل معانيها، فوصفت حركات حدثت للزهر وللماء؛ لأن المحبوب، الذي تسميه التيمورية بالاسم الطامي في الشعر العربي، أي الغصن، بدا في الروض. فاهتز لظهوره كل ما استطاعت ألفاظ الشاعرة أن تهزه من الموجودات. فإذا بها تتساءل:
إن كان ذلك حال الزهر من عجب
ناپیژندل شوی مخ