هذه مصارحة خطيرة وهي الغمزة السياسية الوحيدة في كتابات التيمورية إذا استثنينا مشايعتها للعرش في قصائد الثناء. مشايعة فيها تتلخص عاطفتها «الوطنية» وبها تحب جو «مصر السعيدة» ونيلها الفياض، وألحان أفراحها. تريد لمصر الخير والصلاح والهناء بواسطة الخديوي الذي ترى فيه أقدر عامل على ذلك، ليس لأنه مصلح أو خير بطبيعته، بل لأنه صاحب الأريكة. فكما أنه فوق رعاياه في المكانة فهو كذلك لهم في الصلاح والعدل المثل الأعلى.
والتيمورية في هذه «المحافظة» السياسية متفقة وطبيعتها؛ لأننا رأينا فيما مضى وسنرى في الباقي من آثارها أنها غير ثائرة.
شعرها العائلي
أليست المجاملة وحب التساهل لتيسر العلاقات بين أعضاء البيت الواحد، وتحل من المشاكل ما قد لا يفلح في حله الصراحة والعناد؟
تكاد تتوحد العاطفة والمجاملة في بعض شعر عائشة العائلي؛ لأن الملاينة تتخذ لهجة أقرب إلى النفس في مثل ترحيبها هذا بولادة شقيقها:
غنى فؤاد الأم أهلا بالذي
مذ جاء أشرقت المنازل بالهنا
وفي قولها يوم بدأ يقرأ، كأنما هي رأت في المستقبل المرتبة العلمية التي هو بالغها:
لاح العود وأسفر التوفيق
وتلا لنا سور العلا توفيق
ناپیژندل شوی مخ