في الصباح التالي خطرت فكرة لفريتز فقال: «لنصنع أحزمة طفو من أجل جميع الحيوانات ونجعلهم يسبحون!» حاولنا مع أحد الخرفان، وبعد أن غاص في بادئ الأمر، عاد إلى السطح وسبح إلى الشاطئ، ففعلنا هذا مع كل الحيوانات حتى مع البقرتين اللتين اضطررنا أن نطوقهما ببراميل ضخمة كي نبقيهما على سطح الماء. جلسنا على سطح المركب نراقب الحيوانات السابحة ونتناول غداءنا عندما صرخ فريتز على حين غرة رافعا بندقيته؛ إذ رأينا قرشا عملاقا يتجه نحو أول خروف. صوب فريتز بعناية وأطلق عليه النار، فابتعد القرش. فنجت حيواناتنا هذه المرة.
أبحرنا وجدفنا بقاربنا المحمل عائدين إلى الشاطئ، فوصلنا في نفس الوقت الذي وصلت فيه حيواناتنا. فككنا أدوات الطفو وسقنا الحيوانات إلى مخيم العائلة. أخبرنا العائلة عن مغامرتنا وأخبرونا عن مغامراتهم؛ عثر إيرنست على بيض سلاحف من أجل العشاء إلى جانب لحم الخنزير المدخن، وأرتنا زوجتي الطاولة التي صنعتها من برميل الزبد كي نتناول طعامنا عليها. كان عشاء رائعا بحق بعد يوم محفوف بالمخاطر.
الفصل الرابع
منزل في الأعالي
أخبرتنا زوجتي أثناء العشاء ما وقع أثناء غيابنا أنا وفريتز.
قالت زوجتي: «قررنا أن نجد في العمل مثلك إذا كان من المفترض أن نعيش هنا، واتفقنا على أن نذهب جميعنا في رحلة؛ فخرجت في معية جاك وفرانز وإيرنست، وأخذنا معنا مياها، وفأسا، وبنادق. تبعنا تيرك الذي قادنا في الطريق التي سلكتموها قبلا.»
ابتسمت وهي تحكي عن مغامراتها بصحبة بقية الصبيان ونحن في البحر.
قالت: «أدهشتنا الطيور المذهلة في كل مكان، وعثرنا على بعض الأشجار العملاقة، التي أوحت لي بفكرة عندما نظرت إليها؛ ماذا لو بنينا منزلا فوق هذه الأشجار العملاقة؟ لقد بدت مثالية. وبعدئذ اتجهنا إلى الشاطئ وبحثنا عن أي شيء متبق من الحطام. وفيما التفتنا وجدنا الكلبين يأكلان شيئا من بين الصخور ...»
صاح جاك: «سرطان البحر!»
ردت زوجتي: «أجل، وقادتنا الكلاب أيضا إلى بيض السلاحف الذي نتناوله الآن.»
ناپیژندل شوی مخ