وافق فريتز، وهكذا تركنا المشهد الحزين وراءنا، وصديقنا الجديد يقف على كتف فريتز. كان القرد الصغير خائفا من تيرك، وما كان لينزل عن كتف فريتز مهما كان السبب. أخيرا خطرت فكرة لفريتز.
ربط فريتز حبلا حول رقبة تيرك، ثم ربط القرد إلى ظهر تيرك كراكب. فراقت هذه الحركة للحيوانين للغاية، وسرعان ما اعتاداها. لقد بدت فكرة مناسبة بطريقة أو بأخرى بعد الفعل الذي اقترفه تيرك.
سرعان ما عدنا أدراجنا إلى المخيم، والتقينا الكلب الآخر الذي سميناه جانو، والذي أخذ ينبح فينا وفي القرد الصغير. هرع الصبيان في حماس لرؤية القرد واللعب معه، وقد ابتهجوا للغاية بجوز الهند واليقطين والقصب. غير أن زوجتي حزنت لأننا لم نعثر على ناجين آخرين.
بدأ فريتز يعلم الأولاد كيف يمصون القصب وكيف يشربون اللبن من ثمر جوز الهند، وسعدت زوجتي برؤية أوعية اليقطين، والتقينا جميعنا لتناول وجبة من طائر اصطاده إيرنست.
قال إيرنست: «أظنه بطريقا!»
أكلنا الطائر ثم حلينا بجوز الهند الذي تشاركناه مع قردنا. وبعد ذلك ذهبنا كلنا لننام.
في منتصف الليل استيقظنا على صوت هرير وجلبة ترتعد لها الفرائص. نهضنا جميعا لنجد أننا وقعنا فريسة! لقد هجم على مخيمنا بأكمله سرب من كلاب ابن آوى الضارية. هجم كلبانا على أكثرهما ضراوة، وأطلقت أنا وفريتز النار على السرب إلى أن تفرقوا. وعليه قضينا ليلة طويلة بلا نوم، وفي الصباح قررنا أن نحصن أنفسنا كما ينبغي، فالنوم في خيمة بدائية غاية في الخطر.
قررنا أنا وفريتز أن ننطلق إلى السفينة قبل أي شيء آخر وننقذ ما يمكن إنقاذه من الحيوانات. وطلبت من زوجتي أن تضع راية يتسنى لنا أن نراها حتى نطمئن أنهم جميعا بخير ونحن بعيدون. أما إذا نكست الراية، فعندئذ سنعلم أنها في خطر ونعود أدراجنا في التو، خلا ذلك سنعود في اليوم التالي.
صعدنا أنا وفريتز إلى القارب وبلغنا السفينة لنجد أن جزءا كبيرا منها لا يزال عائما فوق الماء على الرغم من أنها تحطمت على الصخور، وكان أغلبها ظاهرا لنا.
ما إن صعدنا على متنها، حتى صنعنا شراعا صغيرا لقاربنا من شراع السفينة الممزق كي يساعدنا في الرجوع إلى الشاطئ. رأينا الراية ترفرف فعلمنا أن كل شيء على ما يرام، لذا التفتنا حولنا فوجدنا دقيقا، ولحم خنزير مدخنا، وخضراوات، وأشياء أخرى مثل سيوف، وسكاكين، وشوكات. استغرقنا اليوم كله في تفتيش السفينة بأكملها. وعندما هبط الليل، أضرمنا النيران داخل وعاء معدني كبير على سطح السفينة المنحدر واستلقينا طيلة الليل تحت النجوم.
ناپیژندل شوی مخ