وأقبل الحارث راجعا وأخذ رأس المنذر فجعله في طست من ذهب وسجى عليه, ثم قال: من أخبرني عنه فله ما احتكم! فجعل الناس يخبرونه, ولا يصدقونه, حتى دخل عليه الحنفي فقال: أنا قتلته, فاكتم علي فإن قومي في دينه, عرفته وهو يذمر الناس, فبرقت لي برقة تحت إبطه, فقتلته. فقال: صدقت.
فلما تراجع الناس ركب نابغة بني ذبيان يطلب أسرى بني أسد, فدخل على النعمان بن الحارث بن أبي شمر, وهو الذي ولي القتال/ فطلب إليه في بني أسد, وشفع إليه بمن قدر عليه من غسان. وجعل ناس من كلب وبهراء يقولون للملك: إن حصن بن حذيفة قد أهلكنا, وأنه قد كان يرى أنه لا يطلق, وإنما بعث بني أسد, وذخر قومه فلا يطلقهم, حتى احتمل النعمان ذلك في نفسه.
مخ ۴۰۲