حدثني أبي قال: حدثني السجستاني قال: حدثنا أبو عبيدة قال: لما هزم يزيد بن المهلب عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بمنعرج هراة، وكان عبد الرحمن مع ابن الأشعث لحق بكابل فاستجار شاه كابل فأجاره، ثم إن عبد الرحمن لم يثق بشاه كابل، ففارقه، ودخل أرض القشمير من أرض الهند فبعث/ الحجاج إليه من يأتي به، ومات عبد الرحمن، وكان معه ابناه الفضل والقاسم وخلق كثير من فلول ابن الأشعث، فلقيت رسل الحجاج ابنيه فقدموا بهما، وبلغ خبرهما ابني عمهما الفضل وعبيد الله ابني الفضل بن العباس، فخشيا إن قدم بهما على الحجاج أن يضرب أعناقهما، فدخلا على عمر بن عبد العزيز -وهو أمير المدينة- فكلماه فيهما, فكتب فيهما إلى عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك -وأمه ليلى بنت عبد العزيز- يسأله أن يكلم أباه في الصفح عنهما, وجعل كتابه: ((لعبد العزيز/ بن الوليد من عمر بن عبد العزيز. أما بعد! فإن عبد الرحمن بن العباس كان ممن غلب عليه درك الشقاء بخروجه مع ابن الأشعث, فهرب حتى لحق بالسند فهلك, وإن رسل الحجاج أخذوا ابنيه غلامين حدثي السن, فإن يقدم بهما على الحجاج يضرب أعناقهما. فكتبت إليك أحضك بكتابي لتعمل في أمرهما, فيكون لك بهما عند العرب وعند بني عبد مناف خاصة يد, فشمر ولا آلونك, ولو كتبت لأخيك لشمر)).
مخ ۳۶۹