193

ويقال: إن الهرمزان لما دخل على عمر دعاه إلى الإسلام، / فقال: لا أدع ديني. قال: إذن أقتلك. قال: فإني عطشان فاسقني. فدعا له بشربة ماء، فأتى بماء في قدح من عيدان. فقال : لو مت عطشا لم أشرب في هذا! فدعا له بقدح قوارير فأخذه فرفعه إلى فيه، ويده ترعد. فقال: ما ليدك ترعد؟! فقال: خوفا من أن تقتلني قبل أن أشربه. قال: لست بقاتلك حتى تشربه. فأرسل القدح من يده فانكسر. فقال: إيتوه بغيره, فإنا لا نجمع عليه القتل والعطش. فقال: لا حاجة لي في الماء يومي هذا! قال: إني قاتلك. قال: ما أنت بقاتلي وقد آمنتني حتى أشربه. فقال: كذبت. فقال أنس بن مالك: بلى يا أمير المؤمنين! والله لقد قلت له:/ لا أقتلك حتى تشربه. وقال من حضر: قد قلت ذلك له يا أمير المؤمنين!! فشق ذلك على عمر, وأمره بالمقام بالمدينة, فأقام, وأسلم.

مخ ۲۲۵