والشبهات أينما تقلب، فهؤلاء المارقة. وبعض قد انشعب بهم اللهو والشبهات كل مشعب فهؤلاء المرجئة. وبعض قد استعملوا التقييد زعمهم وتجنبوا التقليد جهدهم حتى تعمق ونشب فهؤلاء القدرية. وبعض حول العيون، عور القلب أشتبه عليهم الخالق والمخلوق فحادوا يسار الطريق، فهؤلاء المجسمة. وبعض غليظ القفا حليف الجفا عليه العفاء (¬1) ، يسترط (¬2) السفى، ويزعم أنه الشفاء، يقول لا إله إلا الخلفاء من ذرية علي والمصطفى، حسبي الله وكفي، فهؤلاء الرافضة والغالية من الشيعة. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وبعض قادة التوفيق والتسديد، وحداه العون والتأييد، وساقه التمهيد والتوطيد، وغذاه الألطاف ورباه الإسعاف حتى ظفر بعزيز المطلب كريم المنصب دين الله الأصوب، وهم المسلمون كما قال أبو نوح صالح الدهان (¬3) : ولدت زمان مقتل عثمان بن عفان فأدركت الناس ثلاثة أصناف: فوم يزينون أمر عثمان ولا يفرطون في الإرجاء، وقوم يزينون أمر علي ولا يفرطون في التشيع، والمسلمون بعد على هداهم وما رزفهم الله من التوفيق.
فإن قال قائل: أراك قد نلت ونلت (¬4) ، وعبت وغبت، ورميت الأمة بالأمة (¬5) ، والملة بالقلة، وشملت السانح والبارح. وخلطت الساذج بالطازج ومدحت نفسك بالوفاء، ونبزت غيرك باللفاء (¬6) ، فكيف وحتام بلغت المنى، وفاز غيرك بالمنى (¬7) ، ومن عاب اجتنب المعيب، ومن طاب استعمل الطيب. وأراك
مخ ۸