وأما المرجئة فقد هدموا قواعد الشرع وأبطلوا فائدة التقوى وأطلقوا عقال المعصية والبلوى حين قالوا: لا إله إلا الله ثمن الجنة فمن قالها فهو من أهل الجنة ولو لم يدع لله حرمة إلا انتهكها، ولا معصية إلا أتاها، ولو زنى في قصر الكعبة، وسرق خمار المزنية، ولعن الصحابة في الملتزم أو بين الركن والمقام، لهو عند الله سواء ومن عبد ربه حتى أتاه اليقين فهما من أهل الجنة سواء!! قال الله تعالى: {أم نجعل ...................................... كالفجار} (¬1) . وقال: {أفمن كان................................. تكذبون} (¬2) .
فصل
ومن بعد هذه البدع الثلاث المنصوص عليها ثلاث بدع أخر: أحدهما الفتنة وما يتعلق بها من الأحكام. والثاني: تشبيه البارئ سبحانه بخلقه. والثالث: مذاهب الشيع والرافضة والغالية في الإمامة والنبوة والألوهية وقد لوحنا في كتابنا هذا في هذه البدع الثلاث ما يشفي ويكفي، والله المستعان.
واعلم أن القول بالرأي في الدين على ثلاثة أوجه:
وجه مأمور به ومأجور عليه أهله، وهو الفقهيات في القضايا والأحكام والنوازل والتفسير لكتاب الله عز وجل والسنة واستخراج العلل والمعلولات. فهؤلاء رأيهم كلهم حكم وعلم بدليل قول الله تعالى: {وداوود وسليمان إذ/ يحكمان................ وعلما} (¬3) .
والثاني: مباح لا أجر ولا وزر وإن كان خطأ ظاهرا عند الله وعند المسلمين كمذهب أهل الشك في الفتنة، والقائلين بتشريك أهل المعاصي قولا لا فعلا، ومن نفى عن الله عز وجل خلق أفعال العباد رأيا وقياسا، أو أثبت أفعال العباد لله عز وجل ونفاها عن العباد، وهذا كله بشرط ألا يعتقدوا ما قالوه دينا يدان الله به تعالى. فهؤلاء رأيهم عجز.
مخ ۳۹۶