320

عدل او انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرونه

قال الله تعالى: (... من كفر بالله........... عذاب عظيم) (¬1) . واعلم أن الله عز وجل قد أباح القول باللسان بالتقية والإكرام بشرط طمأنينة القلب بالايمان، واختلف الناس ها هنا أختلافا متفاوتا، فبعضهم أطلقه على ظاهر القرآن، وبعضهم منع منه إلا أن يعتقد في قلبه معنى خلاف ما قال، وتأول قوله عليه السلام: «ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب) (¬2) . وقال بعضهم: يسعه أن يتبعهم لفظا بلفظ ولا تسعه مخالفتهم، وقال بعضهم: له أن يعطيهم جميع ما طلبوا إليه معنى لا لفضا. وبأي لغة طلبوه أن يعطيهم بغيرها، وليس عليه من اللغات شئ، فعلى القول الأول، أشرك/ وعصى.

وقال بعض: الآية منسوخة بحديث ابن حكيم قال: كتب الينا رسول الله عليه السلام قبل موته بشهر: «ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب، وألا تشركوا بالله شيئا ولو عذبتم أو حرقتم بالنار» (¬3) ، فنسخ بهذا الحديث الآية، وقال جابر بن زيد رضي الله عنه: انما يوجبه إلى الضمير دون اللسان فالآية باقية على إباحتها.

وقال خامس: عامة جميع ما يقوله اللسان من قذف المحصنات وشهادة الزور والحكم بغير من أنزل، والفتوى والكذب والبهتان، وجعلوه من قياس المعنى، كما أن من بال في ماء لا يتوضأ منه، وان بال في كوز وصبه في ماء فكذلك، في جميع ما يتضمنه اللسان مثل الشرك لا سيما أن الشرك أعظم.

مخ ۳۲۱