رسول الله عليه السلام حين سأله رجل عن أطفال المشركين فقال: «الله اعلم بما كانوا صانعين» (¬1) . وهذا ليس بشيء، هو حجة المتوسطين، وإنما وقع السؤال على أطفال المشركين خصوصا. والصحيح أن أطفال المسلمين مسلمون وصالحون ومؤمنون بإيمان بإيمان آبائهم، ويقول رسول الله عليه السلام لولده: «تما رضاعتك يا بني في الجنة» (¬2) . وذلك أنه/ مات وهو ابن ثمانية عشر شهرا.
وأما الأطفال عند الخوارج: فأطفال المؤمنين مؤمنون وأطفال المشركين مشركون. وأصحاب الحديث أيضا كذلك. أما الخوارج فتأولوا قول الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: { رب لا تذر........... كفارا } (¬3) وقال الله تعالى: { أكفاركم ...... الزبر } (¬4) وأما أصحاب الحديث فتأولوا قول رسول الله عليه السلام: «أنه توقد لهم نار غدا يوم القيامة فيؤمرون باقتحامها فمن اقتحم نجا، فلو أمروا في الدنيا لاتمروا ومن امتنع منها دخلها مع آبائهم» (¬5) وفي خبر أنه سئل عن أطفال المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا صانعين».
واختلفوا في أفعال الصبيان في جميع ما فعلوه من العبادات. قال بعضهم: تكتب لهم حسنات ولا تكتب/ عليهم السيئات. وقال بعضهم لا تكتب لهم حسنة ولا تكتب عليهم سيئة حتى يبلغ الحلم. وأجمعت الأمة أنهم لا تكتب عليهم سيئة حتى يبلغوا الحلم.
ويقال أيضا: المؤمن موف بعد الله وبدينه وبأمانته وإن كان دون ذلك، لأن الدين جميع ما أمر الله به فلن يقدر أحد أن يوفي بجميع ما أمر الله به إلا على قول عمروس بن فتح والشافعي اللذان يقولان إن النوافل مندوب إليها وليست بمأمور بها. فأما من قال إن جميع النوافل مأمور بها فلن يقدر أحد أن يفي بجميع المأمور ولكنه جله وهو الفرائض وكذلك في نفس الفرائض ومن دين الله عز وجل والمؤمن مؤمن وإن لم يفي بها. وأما إن كان معه بعض الكبائر
مخ ۲۹۲