أما الذي قال أنه جسم روحاني فإليه الإشارة بقوله عليه السلام: «أول ما خلق الله القل فقال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال: وعزتي وجلالي ما خلفت خلقا أكرم علي منك. بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب» (¬1) . وقول من قال أنه العلوم النظرية التجريبية مأخوذ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «إذا تقرب الناس بأبواب البر إلى الله فتقرب إليه أنت بعقلك» (¬2) وقوله عليه السلام لأبي الدرداء: «إزدد عقلا تزدد من الله قربا» (¬3) .
... وأعلم أن العلوم العقلية لا يتخالج فيها الشك لأهلها ولمن أثمر عقله المعرفة فسلم من شوائب الغفلة وآفات التقليد. وجل احتجاج القرآن على أهل الأوثان عقليات. وعرفنا الله عز وجل الاحتجاج ونبهنا عليه في مواطن/ من كتابه. وجل السور المكية مشحونة به.
وجه الإحتجاج بالميزان العقلي:
فمن أراده فليأخذه عن الله أولا، ثم عن الخليل صلوات الله عليه ثانيا - ثم عن سائر الأنبياء عليهم السلام ثالثا.
مخ ۲۵