والدليل أيضا على ما انقعد عليه من الإجماع أن الساعة لا تقوم على مؤمن. وأن آخر هذه الأمة ممن تقوم عليه الساعة وهم كفار. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة» وثن كان في الجاهلية (¬1) . فأثبتهن على شركهن أنهن من أمته وقال بعضهم: إن أمته جميع من آمن به وصدقه ودخل في جملة ذلك الأفراق والمذاهب من المرجئة/ والقدرية والشيعة والخوارج والإباضية والمجسمة والمشبهة. فهذه القولة أشهر وأظهر من أن تحتاج إلى دليل وهو الغالب على القلوب وتميل إليه النفوس. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة» (¬2) وقال بعضهم: إن الأمة هم الصالحون ممن آمن به وصدقه وفيهم جاءت الأخبار والآثار والفضائل. قال الله عز وجل: { كنتم خير ......... المنكر } (¬3) وقوله: { ملة أبيكم ........ من قبل } (¬4) ومن الأخبار: رواية أبي هريرة عن رسول الله عليه السلام حيث قال: «وردت أني رأيت أخواني. قالوا: ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي. إخواني قوم يأتون من بعدي، وأنا فرطهم على الحوض، وليذاذان رجال عن حوضي كما يذاذ البغير الضال». الحديث (¬5) .
مخ ۲۴۶