اعلم أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام وجعله خليفة ورسولا إلى الأنام وأخبرنا الله في كتابه فقال: { فإما ........... ولا هم يحزنون } (¬1) . ثم أرسل من بعد آدم نوحا عليه السلام فأرسل إلى جميع أهل الأرض فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون، فنجاه الله ومن معه في السفينة، ولم تكن له أمة ولم يؤمن به إلا طوائف من أهل بيته. ثم بعده هودا وصالحا عليهما السلام وطوائف درجوا معهما ثم صارت جاهلية جهلاء، فالناس في ظلمة يعمهون، فأرسل الله خليله إبراهيم عليه السلام ولوطا عليه السلام. ولم يؤمن بإبراهيم عليه السلام إلا ناس قليل وبلوط إلا ابنتاه، ولم تكن لهما أمة. ولم تجتمع/ أمة لنبيها فقبلت عنه ما جاء به إلا شواذ كما قدمنا درجت مع أنبيائهم. فلم تكن لنبي أمة إلا هذه الأمم الثلاث، أمة موسى وأمة عيسى وأمة نبينا محمد صلوات الله عليه وعليهم.
ثم إن الله تعالى بعث موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل بالآيات البينات ومعهم أهل الإيمان من قبل آبائهم إبراهيم وإسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وهم مستضعفون تحت يدي فرعون فدعاهم فأجابوه، وشرع لهم دين الله فاتبعوه، فأنزل الله عليهم التوراة بطور سيناء فيها هدى ونور يحكم بها النبئيون الذين أسلموا وفيها موعظة وتقصيل لكل شيء. فرجع إلى قومه فأصابهم قد بدلوا وغيروا وعبدوا العجل بعد ما قالوا: { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } (¬2) . وبعدما أراهم الله المعجزات/ الحسيات التي يصدق بها الفاجر ويؤمن بها الكافر. فلما جاءهم وقد بدلوا نعمة الله كفرا استفزه الغضب وألقى الألواح تحطمت منها سبعة ألواح فرفعها
مخ ۲۳۰