143

عدل او انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرونه

وفي عرشه إلى عروشهم، وفي كرسيه إلى كراسيهم، وفي كلامه إلى كلامهم، وفي أفعاله/ إلى أفعالهم، وفي حياته وعلمه وقدرته وإرادته ومشيئته وسمعه وبصره إلى جميع ما يعقلونه من أنفسهم. فقد ورد في كتاب الله عز وجل. جميع ما قلنا. فأول ذلك: قول الله تعالى: { وهو القاهر فوق عباده } (¬1) وقد ذهبوا إلى الجهة وتركوا ما يعقلونه من سلاطينهم الذين هم فوقهم على غير معنى الجهة وهو القهر واللإستيلاء. وتركوا ها هنا الظاهر المعقول إلى الباطن المجهول. ثم قال الكافر: { يا حسرتى ... الله.. } (¬2) فأوجبوه جنبا معقولا، وسلكوا بالتفريط باطنا مجهولا. ولا يتوهم على أحد من الكفار أنهم تحسروا على تفريطهم في مسح الجنب أو رئيته أو تقبيله وإنما وقع التفريط والعياذ بالله في أوامره.

وعن قوله: { يوم يكشف عن ساق } (¬3) والساق معروفة من الأنسان ومعروفة، عند العرب أنها الشدة. فلما ذكرالأهوال علمنا أنها الشدة وجميع ما قلنا وقالوا موجود في كلام العرب كما قال الأول قلنا لهم. وقالوا: كل له مقال. وإنما اختلفنا في خطة واحدة هي الفصل بيننا وبينهم وذلك أنا أثبتنا للإله جميع ما وصف به نفسه ولا كيف كما وصف نفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تحديد، فقصر بصرهم عن هذا المعنى فتوهموه إبطالا للبارئ سبحانه إذ لم يتوهموه فقضوا عليه بالوهم وها هم لم تدرك أوهامهم جميع الخلائق فكيف بالخالق سبحانه وقد قال الله عز وجل: { ويخلق ما لا تعلمون } (¬4) فعولوا على ما خرج من أوهامهم فليس بموجود ونسوا أرواحهم وعقولهم

وأبصارهم وأسماعهم وجميع حواسهم/ وطبائعهم المركبة فيهم التي (لا) (¬5) يتوهمونها ومع ذلك أنهم يثبتونها وليس بينهم وبين الدهرية فرق فإن تخلصوا من ذلك فليس بينهم وبين الثنوية فرق والسلام.

{ هو الله .......... الحكيم } (¬6) .

مخ ۱۴۳