عدل الهي او د هغه پر مخلوقاتو اغیز
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات
ژانرونه
مثل هذا الوجود - كما يتصوره الملاحدة والماديون - أصحاب الرأي القائل: «إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع.» كمثل كتاب نفيس لمؤلف عبقري جليل، قدم له بمقدمة غاية في الإبداع والإمتاع، فإذا ما قرأتها وفرغت منها، ثم حاولت الاستئناس بما في الكتاب من قيم الفكر وصائب الآراء؛ لم تجد شيئا، أجل لو كانت الحياة تنتهي بإبدال ظلمة الرمس، بنور الشمس، وتنقضي بانقضاء مرحلة الشقاء التي يقضيها المخلوق على هذه الأرض جبرا، فلا رأي له ولا اختيار في وجوده وحياته وأجله ورزقه، لو كانت هذه هي كل ما من أجله نظم هذا الكون بهذا النظام البديع، حتى أصبح وليس في الإمكان أبدع مما كان، إذن لكان هذا الوجود - على ما يتصوره هؤلاء القوم - ليس مساغا ولا معقولا، وإذن لاستعصى على الأفهام أن تسيغه، وعلى العقول أن تستمرئه، فكان هباء في هباء.
البله - بله العلماء - لا يقدمون على إذاعة مصنف، ونشر مؤلف، في الناس، كله مقدمة بلا نتيجة، إذن فالمفهوم والمعقول أن تكون النتيجة لا على قدر المقدمة فحسب، بل أهم وأعظم، وإذن فما نراه، وما نسمع به، وما يقع عليه نظرنا في هذا الوجود العجيب المدهش - إذن فكل ذلك - ليس شيئا مذكورا إلى جانب النتيجة وهي كل ما في الموضوع، وإذن فالذي يصح في الأفهام أن تكون هناك حياة أرقى وأعظم وأهم وأبقى من هذه الحياة الدنيا.
وإذا كانت العلل لوغارتمات المعلولات، وكان كل ما في المصنوع من إقناع، وإبداع، وإتقان وتفوق - إنما يدل على ما في الصانع من حكمة وتفوق ومقدرة وعلم - كان لا بد لهذا الوجود العظيم، المنظم المتقن، من صانع حكيم عليم يفوق عقول البشر ومقدراتهم فئوقا لا حد له.
إثبات وجود الله
وما نحن بقادرين على أن نبلغ غاية نشداننا في هذا الموضوع - وإنما نحن نحاول محاولة أن نقرب إلى أفهام بعض الراغبين - صورة قد يأنسون لها، وينتفعون بها، في جدلهم وردهم على المبطلين، نقول: وإنه ليستحيل على المرء إدراك «الذات» الإلهية بعقله الضعيف الكليل الذي غره، فصار يزعم أنه يهيمن به على كل ما في الوجود، وعتا عتوا كبيرا.
والحق: أننا بحاجة إلى حاسة أخرى ليست لنا الآن، ولا نبلغها إلا بعد أن يبلغ روحنا درجة النقاء من غواشي المادة، وما علق بها من خلق وصفات مكتسبة.
نقول: وإنما نحن نستطيع أن نستدل على صفات ضرورية في الله - جل شأنه - من مقدمة برهان وجود - الواجب الوجود - مطلقا، ويجب أن تكون هذه الصفات القدسية أو الكمالات محور الدائرة في كل دين من الأديان.
اعرف نفسك بنفسك.
جملة سطرت على هيكل دلفيس، فلاكتها ألسنة حكماء اليونان قديما، فهل عرفنا أنفسنا؟ ومن عرف نفسه فقد عرف كل شيء.
وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟
ناپیژندل شوی مخ