عدل الهي او د هغه پر مخلوقاتو اغیز
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات
ژانرونه
كل من في هذا الوجود ينزع إلى غاية، ويسعى بكل ما فيه من حول وطول لتحقيق هذه الغاية، ولو أنك سألت الطفل في مهده، واليافع، والرجل الكامل، والكهل والشيخ: ماذا يحب؟ لقال لك على التو إنه يريد أن يكون سعيدا، فالناس في هذا الباب سواسية، ينتهون عند غرض واحد يتناضلون عليه، ومسعى واحد يسعون إليه.
ولئن كانت غايتهم واحدة، ومقصدهم واحدا فإنهم يختلفون في تحقيق هذه الغاية، وفي سلوك السبيل الموصلة إليها، تنوعت الوسائل والغاية واحدة، ألا وهي السعادة، واختلف سبيل الوصول إليها باختلاف ما في الناس من مزاج واستعداد ونظر.
فالمالي يجد سعادته في جمع المال، والسكير في كأس خمره، والمتدين في نسكه وصلواته، وهي كلها لذائذ نسبية، تختلف باختلاف الميول، وإن اتفقت الغاية.
ولقد عبر العلماء والحكماء عامة عمرهم يبحثون عن السعادة، فلم يلقها إلا القليل؛ إذ ليست السعادة في المال، ولا في الجاه، ولا في القوة، ولا في النفوذ، ولا في عرض من أعراض هذه الدنيا، وإنما هي في راحة الضمير، وطمأنينة القلب.
أجل، لقد ضل من يحاول البحث عن السعادة في كل مكان حوله، ولئن كان هذا عجبا فأعجب منه من يتطلبها في مظهر من مظاهر هذه الحياة، ويظن أنها بعيدة عنه.
وما هي إلا فيه، ولكنها نسبية، والسعادة الحقيقية ليست فيما تطلبه ولا خارجة عنه، وإنما هي فيما يرضي الله من عمل الخير، وقول الصدق، ونحن نسأل عنها في كل مكان، ونتفقدها كضالة منشودة هنا وهناك، وهي بمقدرتنا ومعنا، ولكن لا نراها ولا نحس بها، كم من سعيد بماله أو جاهه أو مكانته وهو شقي بنفسه! وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! وأنت تستطيع أن تكون سعيدا وما ينقصك شيء مما يلزم لذلك إلا أن تكون فيك نفس طيبة، تسعى للبر والخير، وتعمل لإدراك كمالاتها.
وإنما توارت هذه السعادة، وفاتت هذه اللذة كثيرا من خلائق الله، وما أدركها إلا الذين أخلصوا، وولوا وجوههم شطر الحقيقة، هنالك يتبين الوجدان الطاهر، وهنالك تكون النفس آمنة مطمئنة، قد رجعت إلى ربها راضية مرضية.
نجتزئ بما أسلفنا من قول في هذا الموضوع، ولعلنا نعذر إذا انتقلنا إلى اعتراض آخر من اعتراضات اللادينيين فنقول: ربما قال بعضهم: إذا كان الله موجودا فينا وفي كل مكان، فلم لا نراه ولا نحس به، وهل نراه بعد الموت؟ والجواب ...
في الروح
إنا نقول: والوجه في ذلك أننا بما فينا من حواس مألوفة معروفة، ليس يمكننا أن ندرك الخالق جل شأنه، ولكن حاسة أخرى نحن بحاجة لها لندرك ذلك، وهذه الحاسة لن تخلق فينا إلا بجهد وجهاد، وعناء وكدح؛ ولذلك سبل متعددة، فالعالم أو الفيلسوف يتبعها من طريق توسيع دائرة معارفه، فيعكف على البحث والتحصيل وإدراك خواص الطبيعة وماهياتها وكيفياتها، ثم هو من بعد ذلك يخلو بنفسه؛ ليطلق لها عنان البحث والتفكير والتأمل وهذه سبيله للوصول؛ أي إنه يريد أن يصل إلى الحقيقة من طريق العقل. وأما المتدين فإنه يريد أن يصل إلى ذلك من طريق الصلاة والصيام والاعتكاف على التنسك والتعبد. وهناك من يسعى إلى ذلك من طريق إدراك الوجدان، وهو عندي أقرب طريق موصلة إلى هذه الغاية، وأصحاب هؤلاء هم المتصوفة.
ناپیژندل شوی مخ