73

قریشو نجلۍ

عذراء قريش

ژانرونه

وفيما هي في ذلك إذ جاءتها جارية تسعى وتقول: «إن أم الفضل جاءتك زائرة.»

فلما سمعت اسم أم الفضل تحفزت لملاقاتها وقد سرت بقدومها، وبعد هنيهة أقبلت أم الفضل تمشي لا يسمع لمشيها صوت، وكانت في نحو الستين من عمرها. فهمت العجوز بها وحيتها وقبلتها ودخلت بها إلى حجرة أسماء ودعتها للجلوس على البساط.

فقالت أم الفضل وهي لم تنظر أسماء بعد: «إني أشم في هذه الحجرة رائحة الحمى»، والتفتت إلى الفراش وقالت: «من هو المريض عندك؟»

قالت: «لقد جئتني في ساعة حرجة فعسى أن تخففي عني.»

قالت: «إنما جئت لأسألك عن قتل الخليفة - رحمه الله - وما آل إليه الأمر بعده، فقد أهمني أمره كثيرا، وسمعت بقدومك فأسرعت إليك، فأخبريني أولا من هذا المريض عندك؟»

قالت: «هي فتاة جئت بها من المدينة بإيعاز من ابن أختك محمد بن أبي بكر، لتقيم بضعة أيام عند أم المؤمنين حتى نرى ما يكون.»

قالت: «وما شأن ابن أختي وشأنها؟»

فالتفتت العجوز إلى فراش أسماء حذر أن تستيقظ فتسمعها، ودنت من أم الفضل وهمست في أذنها فقالت: «إنه ينوي أن يعقد قرانه بها.»

وأرادت أم الفضل أن تسأل العجوز عن تفصيل مقتل عثمان، فإذا بأسماء تتأوه وأدارت رأسها نحوها وفتحت عينيها، فنهضت العجوز وجست يدها فإذا هي مبللة بالعرق وقد خفت الحمى قليلا فقالت لها: «كيف أنت الآن يا بنيتي؟»

فأشارت برأسها وعينيها أنها في راحة، ثم رأت أم الفضل فاستحيت منها وهمت بالجلوس، فنهضت أم الفضل إليها ودنت منها وهي تقول: «لا تزعجي نفسك يا ابنتي.»

ناپیژندل شوی مخ