ونظر محمد إلى أسماء وقد علت وجهها مهابة الأبطال وذهب عنها ذل الحزن والضعف، فأعجب بما خصها به الخالق من الهيبة والأنفة، فأمسكها بيدها وأرجعها إلى غرفتها قائلا: «بورك في شهامتك يا أسماء! ولكنني أراك قد اكترثت بهذا الشاب التافه فاتركيه وشأنه.»
قالت وهي تحاول تخفيف غضبها: «إني لا أبالي بشقشقته، ووالله لو أنه حمل علي بمائة مثله ما حسبت لهم حسابا!»
قال: «ما لك وللإقامة هنا؟ تعالي نذهب معا إلى منزل علي فتقيمين ضيفة مكرمة.»
فقالت: «أتريد أن أفر من هذا المكان؟ كلا، لا أبرح حتى أرى ما يكون من أمر هذا الغلام الغر.»
قال: «أتحسبين ذلك فرارا؟»
قالت: «نعم، دعني هنا لأرى ما يكون من أمره.»
قال: «وما يهمك؟ دعيه وشأنه.»
قالت: «يهمني طيشه الذي وسع الخرق وأغضب المسلمين على الخليفة، ولولا حماقته لقضي الأمر ولأمن الناس الفتنة.»
فتحير محمد ولم يدر كيف يقنعها بالخروج وأهمه بقاؤها هناك غيرة عليها، فأحب أن يستطلع العلاقة بينها وبين مروان فقال: «وما الذي جعل له هذه الدالة عليك؟ هل تعرفينه من قبل؟»
فتنهدت وعادت إليها ذكرى مصائبها وقالت: «إننا عرفناه في الشام وقد رافقنا في سفرتنا المشئومة إلى قباء ثم دخل المدينة قبلنا، وتسبب في موت أمي قبل وصول علي.»
ناپیژندل شوی مخ