قالت: «ولكنها ماذا؟» قالت: «ولكنها أخبرتني أن يزيد الذي يزعم أنه أبي ليس هو كذلك في الحقيقة.»
فبغتت نائلة، وتذكرت أنها حدست ذلك مذ رأته فقالت: «لقد شككت فيه، فأخبريني عما تعلمينه من تاريخ حياتك لعلي أستنتج شيئا.»
فقالت: «لقد ربيت في دمشق الشام منذ طفولتي، وقد كفلتني أمي المسكينة وزوجها يزيد هذا معها، وكنت أظنه أبي ثم علمت أنها تزوجته في مصر على أثر قدوم عمرو بن العاص إليها، وكان يزيد في جنده يوم الفتح، فكانت أمي نصيبه من الغنيمة، وكنت أنا يومئذ في العام الأول من عمري. هذا كل ما أعلمه، وقد ألححت على والدتي أن تصدقني الخبر فوعدتني ثم سبقها أجلها.»
فبهتت نائلة وظلت صامتة برهة تفكر وأغلق الأمر عليها.
وفيما هما في ذلك إذ سمعتا وقع أقدام مسرعة أمام الباب، فالتفتتا فإذا يزيد قد دخل مسرعا وعلى وجهه أمارات البغتة، فلما رأى نائلة تأدب في وقوفه وحياها، فقالت: «ما وراءك يا أخا أمية؟»
قال وعيناه لا تستقران وأجفانهما ترف: «ما ورائي إلا الخير يا مولاتي.»
قالت: «قل ما وراءك؟»
قال: «خرجت في هذا الصباح في شأن لمروان، وعدت الآن فلم أستطع الدخول إلى المنزل إلا خلسة!»
فنهضت نائلة وقد خفق قلبها وحدثتها نفسها بسوء كانت تتوقعه وقالت: «ما الذي منعك من الدخول؟!»
قال: «عصبة تجمهروا على منزل أمير المؤمنين بخيلهم ورجلهم وقد علا ضجيجهم، ولا أدري ما يبيتون.»
ناپیژندل شوی مخ