فقال السجان: «في حجرتها مصباح تركته عندها.»
ودخلا الممر وصدى خطواتهما يتعاظم رويدا رويدا حتى بلغا الباب الثاني الذي اختبأ مسعود وأسماء وراءه، فلما رأى مروان المكان مظلما وقف وقال للسجان: «أين هو المصباح، إني أرى السجن مظلما؟»
فقال السجان: «إني وضعته في حجرتها ولعلها أطفأته كيدا وقحة، هلم لنرى.»
فقال مروان: «إني لا أرى الطريق لشدة الظلام، هات مصباحا آخر.»
قال: «هلم ندخل ثم آتيك بالمصباح. انزل هذه الدرجات على مهل، ها إني أخطوها أمامك، تمسك بمصراع الباب من عندك.»
ونزلا ومروان يتوكأ بإحدى يديه على السجان وبالأخرى على الباب، حتى وصلا أرض الدار الصغرى فمشيا حتى دخلا الغرفة وهما يتلمسان الأرض.
ولا تسل عن حال مسعود وأسماء في تلك اللحظة، فقد كانت عندهما أطول من شهر. فحالما علما بدخول مروان والسجان إلى الغرفة أشار مسعود إلى أسماء أن تخلع نعليها وكان هو بلا نعل، ففعلت وتحول كلاهما من وراء الباب إلى الممر بخفة وسرعة، ومنه إلى الدار الكبرى فالباب الكبير وكان ما زال مفتوحا، وأسرعا إلى الشارع وهما لا يصدقان أن قد ظفرا بالنجاة.
وكانت أسماء تعرف طرق الشام معرفة جيدة، فلما بعدا عن السجن وقفا برهة يتدبران المكان الذي وصلا إليه، فعرفته أسماء وسارت قاصدة كنيسة ماري يوحنا.
وقبل أن تصل إلى الكنيسة تذكرت خادمها والجوادين في الخان، فوقفت تتردد بين أن تسير إلى الكنيسة أولا أو إلى الخان، فسألها مسعود عن سبب ترددها.
فقالت : «أتردد بين أن أذهب إلى كنيسة ماري يوحنا فأقيم بها، وبين أن أسير إلى الخان حيث يقيم الخادم ومعه الدواب.»
ناپیژندل شوی مخ